اخر الاخبار

بعد الهجوم الإجرامي الذي شنته التنظيمات الإرهابية على مقر سرية من الفرقة الأولى في الجيش العراقي، تتواجد في ناحية العظيم - محافظة ديالى، والذي أدى إلى استشهاد 11 عنصرا أمنيا، انتقدت جهات واسعة من العراقيين، سوء الإداء الأمني وإهمال الإختراقات المتواصلة، وضعف التنسيق الذي يتزامن مع الصراع السياسي على المناصب والغنائم، والفساد المستشري في مؤسسات البلاد، ومنها الأمنية، فيما أكد مراقبون بأن ذلك يعكس صورة واضحة عن طبيعة نظام المحاصصة الطائفية، والخراب الذي يسببه للناس كل يوم.

هجوم غادر وجبان

وكان تنظيم داعش الإرهابي، قد تبنى هجوم “حاوي العظيم” ونشر مقطع فيديو، يظهر فيه عملية التعرض على قطعات الجيش العراقي في المنطقة. كما نقلت وكالة “اسوشيتدبرس” عن مسؤولين امنيين قولهما إن مسلحي داعش تمكنوا من اختراق الثكنة العسكرية، في الساعة الثالثة فجرا، بعدما قتلوا حارسها، ثم قتلوا الجنود وولوا هاربين. ويأتي التعرض الأرهابي متزامناً مع المعارك التي يشنها الإرهابيون ضد قوات سوريا الديمقراطية (قسط) حول سجن غوبران في مدينة الحسكة السورية، وبقيادة مقاتلين “عراقيين”. ويعّد هذان الهجومان، حسب قناة “اي بي سي” الامريكية، “الاكبر” منذ القضاء على التنظيم الإرهابي قبل ثلاث سنوات. 

من جانبه أصدر مجلس الوزراء عدداً من القرارات التي تخص الوضع الأمني. وبحسب بيان لمكتب الكاظمي والذي طالعته “طريق الشعب”، فأن الأخير “ترأس اجتماعا للقيادات الأمنية والعسكرية في مقر قيادة العمليات المشتركة، لمناقشة الهجوم الإرهابي الذي نّفذته عصابات داعش الإرهابية في ناحية العظيم”. وأضاف البيان أن “الاجتماع استعرض النتائج الأولية للتحقيقات التي كان القائد العام للقوات المسلحة قد وّجه بإجرائها بعد الحادث مباشرة. وشّدد الكاظمي على ضرورة عدم تكرار مثل هذه الإختراقات الأمنية، ووجه الأجهزة الاستخبارية والأمن الوطني بمضاعفة الجهد الاستخباري، وتعزيز التنسيق الأمني بين هذه الأجهزة”. وتابع البيان بأن القائد العام للقوات المسلحة أكد “خلال الاجتماع على المباشرة بإعادة تقييم قيادات الأجهزة الأمنية والعسكرية في محافظة ديالى، وتشكيل لجان تفتيش لمتابعة تنفيذ التوجيهات الصادرة فيما يتعلق بالخطط العسكرية واستكمال المتطلبات الخاصة بها”، متوعدا بـ”محاسبة كل المقصرين مهما كانت مناصبهم ورتبهم، وذلك في ضوء النتائج النهائية للتحقيقات. كما شدد على مضاعفة الجهد الأمني على الحدود العراقية السورية، بعد الأحداث التي شهدها سجن الحسكة السوري”.

يونامي تعلق

وفي معرض ردود الفعل الدولية التي وردت بشأن الهجوم الإرهابي، ذكّرت بعثة الأمم المتحدة في العراق “يونامي”، من جانبها، “أن تنظيم داعش الإجرامي لا يزال يشكل تهديدا حقيقيا على العراق والعراقيين”. وأكدت البعثة في تغريدة لها على منصة التواصل تويتر وطالعتها “طريق الشعب”: “إن الهجوم الإرهابي في ديالى، الذي أودى بحياة جنود عراقيين وجرح آخرين، هو تذكير مؤلم بأن داعش لا يزال يشكل تهديدًا”. وأضافت البعثة “من المؤكد أن اليقظة والوحدة ستهزم هذه المحاولات الجبانة لزعزعة الاستقرار”.

ضرورة إعادة تقييم الوضع

من جانبه، تحدث مصدر أمني في محافظة ديالى عن تكرار الإختراقات الأمنية في المحافظة، نتيجة سوء الإدارة وضعف المؤسسات الأمنية والعسكرية، بسبب الصراع السياسي الدائر في البلاد، والذي باتت ديالى جزءً أساسياً منه للأسف الشديد. وقال المصدر لـ”طريق الشعب”، “لسنا بحاجة إلى سماع هذه التعازي والاستنكارات والوعيد الذي تطلقه أطراف واسعة بحق الإرهابيين. أن القضية باتت واضحة في المحافظة، وهي تتمثل بوجود فراغات أمنية واسعة، يستغلها الإرهاب، وتقدر بثلاثين كيلومتراً، حيث لا تنسق القوات الأمنية الجهود لتغطيتها، بعد أن تحولت إلى منطقة للنفوذ السياسي. وبسبب ذلك شهدنا مجازر كثيرة جدا داخل المحافظة، دون وضع أية حلول حقيقية للمشكلة”. وأضاف المصدر “أن أرزاق المقاتلين رديئة جدا ولا تصلح لأن تكون طعاما للبشر في ظل الفساد العلني وقضم لقمة الجنود واحتياجاتهم. كما أن هنالك مواقعاً كثيرة ليست محصّنة بالمستوى المطلوب، وكثيرا ما استشهد جنود نتيجة هذا الفشل المتراكم. فضلا عن ذلك، توجد معدات وأسلحة وعجلات خارج الخدمة، لأنها استخدمت لفترات طويلة من الزمن، فيما يصرف الكثير من الجنود من مالهم الخاص لشراء احتياجات أساسية، حتى باتت أسواق بيع المواد العسكرية، سوقا رائجة، ودليلاً على ما يجري داخل المنظومة العسكرية”. وأضاف المصدر “ستتكرر هذه الجرائم، لأن البيانات والتصريحات لا تقدم حلولا جوهرية، فيما نرصد تحركات مريبة للإرهاب في سورية، وهنالك سيناريوهات عديدة يمكن حدوثها في ظل تردي الوضع الأمني وتراكم الاخفاقات”. هذا وأكد وزير الدفاع جمعة عناد من جانبه بأن الحادث الأليم جاء بسبب “تقصير في مستوى القيادات الأمنية الدنيا والمتوسطة وستكون هنالك وقفة جادة لمتابعة الموضوع”.

ضرورة تطهير الأراضي العراقية

وكانت نقابة المحامين العراقين، قد طالبت السبت الماضي، في بيان تلقته “أيرث نيوز” الى “ ضرورة العمل الجاد على تطهير الأراضي العراقية من أي وجود إرهابي، أو بقايا ما زالت تختبئ في جحور الإجرام، فضلاً عن الحواضن التي تتخفى في المناطق التي سيطر عليها التنظيم آنذاك، بالإضافة إلى تنفيذ الاحكام القضائية للذين صدرت بحقهم عقوبات من قبل القضاء العراقي، لينالوا جزاءهم العادل، وٱعتماد خطة أمنية متكاملة، تعبر عن وحدة الشعب العراقي”. 

كما دعت المفوضية العليا لحقوق الانسان في العراق، في بيان أوردته “العهد نيوز”  القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي وقيادة العمليات المشتركة الى “توجيه القوات الامنية بتنسيق جهودها وتفعيل الجانب الاستخباري عبر استخدام التقنيات المتقدمة وإعادة النظر بالخطط العسكرية الموضوعة والتأهيل البدني والمعنوي للمقاتلين، وبشكل يعطي رسالة اطمئنان للمواطن بقدرة القوات الامنية على مواجهة التحديات والازمات وكبح جماح التطرف والإرهاب الاعمى”. 

وكانت جريدتنا “طريق الشعب”، قد حضرت مجلس عزاء أحد الشهداء المغدورين في بغداد، حيث أكد ذوي الشهيد على أن “أبنهم الجندي الذي استشهد في هذه الحادثة الأليمة، كان يبعث دائما فيدوهات، توثق عمليات التعرض التي ينفذها الارهابيون في هذه المنطقة، أي أن الأمر مستمر، وهو يعكس التماهل في تجفيف منابع الارهاب، حتى جاءت هذه الحادثة التي صدمتهم بفقدان ولدهم . وأكدوا بأن الأمر قد حدث بسبب غياب الدعم الكافي لتحقيق الظفر في المواجهة التي حصلت بين الجيش وبين الارهابيين”.