اخر الاخبار

يواجه الفلاحون مشاكل كثيرة وهم ينغمرون في التهيئة للموسم الزراعي الجديد. فأمامهم غلاء الأسمدة وارتفاع اسعار الاعلاف، مقابل نزول أسعار المحاصيل وانخفاض مناسيب المياه وتزايد شحتها. 

ونقل فلاحون من محافظة بابل الـى “طريق الشعب”، سخطهم وشكواهم من “الاهمال والاجحاف المتعمدين” الهادفين الى ضرب المنتج الوطني وابقاء الابواب مفتوحة للاستيراد من الخارج. 

غلاء الأسمدة

المواطن عباس تركي وهو صاحب ارض زراعية في بابل يقول ان بذور الحنطة “بدأ توزيعها الآن فقط، بينما يفترض  ان تكون مزروعة حاليا، وهذا طبعا ليس في صالح الإنتاج”. ويضيف انه “كان علينا ان نسقي الحنطة في اواخر الشهر العاشر، فلكل مزروع وقت خاص به، وفي شهرنا الحالي يفترض ان تنتهي زراعة الحنطة”.

واشار الفلاح عباس تركي الى مشكلة أخرى يواجهها مع اخوته الفلاحين والمزارعين في بابل والمحافظات الاخرى، وهي “مشكلة ارتفاع أسعار السماد، ففي السابق كنا نشتريه مقابل 40 ألف دينار والان ارتفع السعر الى 100 ألف دينار”. واضاف ان “سماد الدواب كنا سابقا نشتريه بـ 75 ألفا والان أصبح بـ 160، اما سماد اليوريا فكان سابقا بـ 38 ألفا والان أصبح بـ 105 آلاف”. 

يضاف الى ذلك ان التوزيع سيء حسب قوله “ حيث خصص للدونم الواحد 5 كيلوغرامات  فقط، بينما الحاجة تبلغ 50 كيلوغراما على اقل تقدير، وهذا معناه اننا لن نزرع”. واوضح ان اغلب الفلاحين رفضوا الاستلام لأن الكمية لا تكفي، وان “الحل يكمن في زيادة كمية السماد، وارجاعها الى سعرها القديم”.

ازمة مفاجئة 

وفيما يخص الماء اللازم للسقي اشار المواطن عباس تركي الى انه كان متوفرا كثيرا في الشهر التاسع، “الا اننا لم نكن بحاجة اليه حتى الشهر العاشر عند مباشرتنا زراعة الحنطة، وعندها لاحظنا اختفاء وفرة الماء. والان نعاني من شحة في المياه وهنالك جداول جفت، مثل الجربوعية في ناحية القاسم، حيث لا يوجد فيها ماء للسقي او للشرب نهائيا، وحتى شط الحلة نفسه انخفض منسوبه ولا نعرف السبب”.

واستطرد عباس تركي  قائلا: “ يمكننا ان نزرع، لكن عند حلول موسم الحصاد ستواجه مزروعاتنا الموت لان الماء قليل. وان على الدولة تطهير الأنهار وتوزيع المياه بشكل عادل، اضافة الى تهيئة المكائن والمضخات التي تساعد على إيصال المياه للشرب وليس للسقي فقط”.

خسارة كبيرة 

وبالنسبة الى محصول الذرة  التي هي الان في موسم حصادها، قال تركي: “تغيرت تسعيرة الدولة وأصبحت 250 ألف دينار للطن، بينما كانت تشتريه منا قبل سنتين بـ 600 ألف للطن، وفي العام الماضي أصبح 400 ألف، وهذا التغيير المستمر في التسعيرة، خصوصا الأخيرة، يسبب لنا خسارة كبيرة، وهذا يجعل الفلاح يترك زراعة هذا المزروع بشكل نهائي. ونحن لا نستبعد ان يتم تخفيض سعر الحنطة ايضا”. 

موقف موحد

واوضح تركي ان حال الاعلاف لا يختلف كثيرا، وذكر ان “ سعر العلف ارتفع ثلاث مرات. فـالـ 100كيلوغرام من النخالة كنا نشتريها سابقا مقابل 28 ألف دينار والان أصبحت بـ55 الفا والصعود مستمر حتى الان. كذلك الطحين العلف كان سعره 18 الفا والان اصبح 30 الفا”.

 وفي شأن موقف الفلاحين والمزارعين من ذلك كله اكد عباس تركي انه “ستكون للفلاحين لقاءات في قادم الأيام، وسنخرج بموقف موحد ازاء هذا الاجحاف ونستمر في تنظيم الفعاليات الاحتجاجية حتى تحقيق مطالبنا”.