اخر الاخبار

بعد عامين من الدراسة الالكترونية وما رافقها من مشاكل عديدة، مرتبطة بالبنى التحتية لقطاعي التربية والتعليم، استقبل التلاميذ والطلبة عاما دراسيا جديد، قُرر له أن يكون حضوريا.

ذهاب الطلبة الى المدارس، والى الجامعات أيضا، سيكون محفوفا بالمخاطر، إذ أن الصفوف مكتظة بأعداد تفوق قدرتها الاستيعابية، كما لا توجد جدية في تطبيق الإجراءات الوقائية من فايروس كورونا. 

ولمناسبة عودة الدوام الحضوري الى المدارس، أجرت “طريق الشعب” حوارات مع العديد من الطلبة أولياء أمورهم، الذين تحدثوا عن مشاكلهم ومخاوفهم، وكيف استقبلوا العام الدراسي الجديد.

حملة إعمار بدل الدوام 

وتقول زينب فاضل، وهي أم لأربعة تلاميذ، اثنان منهم في مدرسة (خديجة الكبرى) في منطقة الزعفرانية، شرقي بغداد، التي دشنت حملة إعمار مع بداية العام الدراسي الجديد في الأول من تشرين الثاني.

وبحسب فاضل، فإنّ مديرة المدرسة أخبرت التلاميذ وأولياءهم بأنّ قرار الإعمار جاء بأمر من الوزارة، وليس لإدارة المدرسة أيّ دخل في الموضوع.

ونشرت مدرسة خديجة الكبرى تنويها على صفحتها في موقع “فيسبوك”، ذكرت فيه أن الاعمار جاء بقرار من الوزارة، وان مديرية التربية تبحث عن بديل للطلبة، كما أن الادارة ستنشر في صفحتها عن استئناف الدوام في المدرسة، فور انجاز حملة الاعمار.

وأثار هذا التنويه ردود فعل غاضبة من أولياء أمور الطلبة، بحسب ما لاحظت “طريق الشعب” في حساب المدرسة على مواقع التواصل الاجتماعي.

أثر سلبي 

ويتحدث الطالب علي حسين فلاح لـ “طريق الشعب”، عن استعداد الطلبة لاستقبال العام الدراسي قائلا: “بعد عامين من الدراسة الالكترونية، نشعر بالفرح لعودة الدوام الحضوري. نحن متفائلون بالعام الدراسي الجديد. قمنا بغسل المدرسة وصفوفنا وعقمناها بشكل جيد”.

ويكمل فلاح حديثه عن مشاكله وزملائه قائلا: “لا اتمنى عودة الدراسة الالكترونية، اذ يصعب جدا فهم المادة. نتمنى ان يكون الدوام حضوريا بشكل دائم”.

وشكا فلاح من ارتفاع سعر القرطاسية المدرسية، مؤكدا وجود نقص في الكتب المنهجية التي تسلمها. كما ان بعض الكتب مهترئة. 

اكتظاظ وعدم جدية

أما الطالب حسين سامر، فأبدى خشية من عودة الدوام الالكتروني، قائلا لـ”طريق الشعب”: “لا نريد تحويل العام الدراسي إلى الكتروني. أنا في الصف الخامس الاعدادي حاليا. لم نفهم شيئا من الدراسة في العامين الماضيين”.

وكما الطالب السابق شكا سامر من ارتفاع أسعار القرطاسية. كما أنّ المدرسة لم تسلمه جميع الكتب المنهجية للخامس الإعدادي.

وعن الإجراءات الوقائية المتبعة داخل المدرسة، يشير الطالب الى وجود “توجيهات من إدارة المدرسة بخصوص لبس الكمامة، وضرورة وجود المعقم”، مردفا “لكن لا يوجد حزم وجدية في تطبيق التعليمات الوقائية، والصفوف مكتظة بالطلبة”.

كتب مهترئة وناقصة 

ويقول الطالب محمد اياد لـ “طريق الشعب”، ان “الكتب التي تسلمها من المدرسة قديمة جدا، وبعضها قد يكون غير صالح للاستخدام، إضافة الى انها ناقصة وغير مكتملة”، مضيفا ان الادارة تكتفي بعبارة “دبّر أمرك” ردا على تساؤلات نقص الكتب المنهجية.

ويتابع اياد حديثه قائلا: “هناك مشكلة نواجهها منذ زمن، وهي اكتظاظ الصفوف بالطلبة. من غير المعقول أن يجلس 30 طالبا في صف واحد، ويفهمون المادة، إضافة الى اننا الان نواجه ازمة الفيروس، ويجب ان تعي إدارات المدارس أهمية هذا الموضوع وخطورته”.

وحاولت “طريق الشعب” نقل شكاوى الطلبة وأولياء أمورهم الى إدارات المدارس، والمتحدث الرسمي باسم الوزارة حيدر فاروق، لكنها لم تلق أي رد من الاطراف الحكومية، بل واجهها البعض بالرفض.