اخر الاخبار

أعلنت القوات الأمنية، أمس الأول، عن تعرض قضاء المقدادية شرقي بعقوبة إلى هجوم إرهابي نفذته عناصر تنظيم داعش الإجرامية، وأدى إلى مجزرة كبيرة. 

وفي الوقت الذي توجه وفد أمني رفيع المستوى الى المحافظة لغرض الوقوف على تفاصيل الحادث، أصدرت عدد من الدول بيانات استنكرت هذه الجريمة المروعة، وأكدت دعمها للعراق.

ذوو الضحايا

وتجمهر العشرات من اهالي واقارب ذوي شهداء مجزرة قرية الرشاد او ما يعرف بقرية الهواشه والتي يبلغ عدد بيوتها اكثر من 70 منزلا، غالبيتهم من بني تميم، قرب طوارئ مستشفى المقدادية. 

وقال المواطن محمد التميمي، إن ثلاثة من اقاربه من بين جثامين الضحايا “انها كارثة ومجزرة بحق البشرية”، معربا عن صدمته مما حدث وهو يجهش بالبكاء. 

فيما اشار غزوان علي، وهو يقف قرب جثمان ابن عمه قائلا “انه وحيد اسرته، ماذا اقول لزوجته واطفاله الذين يتصلون بي الان، كيف ابلغهم بان اباهم ضحية من ضحايا الموت المجاني في ارض ديالى”. 

أما علاء حسن، وهو طالب جامعي فقد كان يرثي ابن عمته الذي كان يأمل ان يتخرج بعد عامين من الجامعة، الا ان رصاصة في راسه انهت حلمه قائلا: “لا مستقبل في ارض الموت”.

وأظهرت مقاطع فيديو تداولها ناشطون على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، عددا من المواطنين وهم ينعون شهداءهم بالصراخ والبكاء في مشاهد مؤلمة، تبين مدى الضرر الذي يلحقه الإرهاب بين حين وآخر بحق الأبرياء.

بيان العمليات المشتركة

وأصدرت قيادة العمليات المشتركة بياناً شجبت فيه الاعتداء الارهابي الذي تعرضت له قرية الهواشة التابعة لقضاء المقدادية في محافظة ديالى. 

وجاء في بيان للقيادة طالعته “طريق الشعب”، “مرة أخرى يحاول مجرمو تنظيم داعش الارهابي الرجوع إلى اساليبهم اليائسة في استهداف المواطنين الآمنين الابرياء بعد عجزهم عن مواجهة قواتنا العسكرية والأمنية على امتداد التراب الوطني وبعد هزائم فلولهم وتخاذلهم من جراء الضربات الموجعة في معارك تطهير الأرض العراقية من دنسهم اين ما حلوا”.  

وأضاف البيان “لقد اقدم المجرمون على تنفيذ اعتداء إرهابي على قرية الهواشة في المقدادية بمحافظة ديالى وسقط جراء الاعتداء ١١ شهيدا بينهم امرأة وعدد من الجرحى من المدنيين العزل”، مبينا أن “العراق قيادة وشعبا وقوات أمنية وعسكرية عقدوا العزم بأن لا يبقوا لهؤلاء الشراذم من باقية وسيتم تعقبهم سواء في العراق وخارجه”.  

وأكد بيان العمليات المشتركة أن “هذا الفعل الجبان سيزيد الإصرار على تعقب المجرمين وإنزال أشد العقوبات بهم قصاصا لدماء الشهداء”.

اجتماع أمني طارئ

ووصل وفد أمني رفيع المستوى، يوم أمس، إلى ديالى على خلفية الخرق الأمني.

ونقلت وكالات الأنباء عن مصدر أمني قوله أن “الوفد الأمني وصل إلى ديالى وعقد اجتماعا امنيا حول الأحداث، وهو يضم كلا من مستشار الامن الوطني قاسم الاعرجي ورئيس اركان الجيش ونائب قائد العمليات المشتركة وقادة أمنيين كبارا”. 

وأضاف المصدر أن “المجتمعين اتفقوا على 4 نقاط مهمة وهي اجراء تحقيق موسع في المجزرة واتخاذ كل الاجراءات لحفظ دماء المدنيين وتعزيز النقاط المرابطة وتفعيل الجهد الاستخباري”.

وتصاعد عدد الشهداء صباح يوم أمس بعد أن أفاد مصدر في دائرة صحة ديالى أن حصيلة الهجوم بلغت 13 شهيدا و 25 جريحا، اغلبهم تم نقله الى بعقوبة لإجراء التداخل الجراحي بسبب حالاتهم الصحية. فيما شهدت المحافظة حملة تبرع بالدم لإنقاذ حياة الضحايا.

واظهرت مقاطع فيدوية قيام شيوخ عشائر برفض زيارة بعض السياسيين وحملوهم مسؤولية ما حدث من انفجارات متتالية.

تضامن دولي

وفي أول رد فعل دولي على الجريمة، دانت المانيا، أمس الأربعاء، الهجوم الإرهابي. 

وقال السفير الالماني في العراق، مارتن ييغار، بتغريدة نشرها على حسابه الرسمي في موقع “تويتر” واطلعت عليها “طريق الشعب”، “ندين الهجوم الشنيع على المدنيين الأبرياء في الرشاد في ديالى الليلة الماضية”. 

وأضاف: “قلوبنا مع الضحايا وعائلاتهم ونتمنى لجميع المصابين الشفاء العاجل”. 

وتابع: “سوف تستمر المانيا في تقديم الدعم للعراق في مكافحة الإرهاب”.

أما أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، فقد أعرب بحسب وكالة الأنباء الكويتية عن إدانة بلده للهجوم “الذي طال الأبرياء”. 

ووجه الأمير ببرقيتي تعزية إلى رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، أعرب فيهما “عن التعازي والمواساة بضحايا الهجوم الذي أودى بحياة عدد من المواطنين واصابة آخرين”.

وعلى صعيد ذي صلة، دانت جمهورية مصر الهجوم أيضا.

وذكرت وزارة الخارجية المصرية في بيان لها، أن “دولة مصر تقدمت بخالص تعازيها وصادق مواساتها لجمهورية العراق الشقيق، حكومة وشعبًا، ولذوي الضحايا الأبرياء في هذا الهجوم الغاشم، مُتمنية سرعة الشفاء للمصابين. وأن مصر تؤكد وقوفها التام مع العراق ضد كل ما يُهدد أمنه واستقراره”، مشددة على ثقتها في أن “مثل هذه الحوادث الإرهابية اليائسة التي تستهدف مدنيين عُزَّل لن تنال من عزيمة العراق في استكمال مسيرته الوطنية في الاستقرار والتنمية، وتحقيق الرخاء والازدهار للشعب العراقي الشقيق”.

كما دانت الخارجية البحرينية “الهجوم الإرهابي المروع على قرية الرشاد في ناحية المقدادية بمحافظة ديالى”، معربة عن تعازيها إلى أهالي وذوي الضحايا، وتمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين، جراء هذا العمل الإرهابي الآثم.

وأكدت الخارجية “تضامن مملكة البحرين مع جمهورية العراق الشقيقة فيما تتخذه من إجراءات وتدابير للحفاظ على أمنها واستقرارها”.