اخر الاخبار

عاد مشهد تزاحم التلاميذ والطلبة على رحلات الدراسة داخل الصفوف، مع انطلاق العام الدراسي الجديد، الذي طالما رافقته المشكلات المزمنة: نقص المناهج التربوية، قلة عدد الأبنية المدرسية، الدوام الثلاثي وغيرها.

وعلى الرغم من جهود الحكومة خلال الفترة الماضية في تشييد وإعادة إعمار مئات المدارس، إلا أن العجز الكبير في عدد المباني المدرسية لا يزال قائمًا.

الموقف الحكومي!

يؤكد المتحدث باسم الأمانة العامة لمجلس الوزراء، حيدر مجيد، عدم افتتاح أي مدرسة بشكل رسمي ضمن الاتفاق الإطاري بين العراق والصين، مشيرًا إلى إنجاز بناء 86 مدرسة في عموم المحافظات العراقية.

ويشير مجيد إلى أن "الحكومة تسعى في المرحلة الحالية إلى معالجة مشكلة نقص المدارس في عموم المحافظات، وتجاوز ظاهرة الدوام المزدوج والثلاثي"، مبينًا أن "رؤية الحكومة تهدف إلى إنهاء هذه الظاهرة من خلال مشروع يتضمن بناء 8000 مدرسة في جميع المحافظات، حيث بدأنا بالفعل بتنفيذ المرحلة الأولى التي تشمل بناء 1000 مدرسة من المتوقع تسليمها بنهاية هذا العام".

ويؤكد مجيد أن "الحكومة وضعت معايير محددة لترشيح مواقع المدارس الجديدة، من بينها الكثافة السكانية وأهمية المناطق المستهدفة، بالإضافة إلى ضرورة القضاء على ظاهرة الدوام المزدوج والثلاثي"، موضحًا أن "مديريات التربية في المحافظات هي الجهة المسؤولة عن ترشيح هذه المواقع، بناءً على توجيهات الحكومة لتحقيق هذه الأهداف".

من جانبه، يقول المتحدث باسم وزارة التربية كريم السيد، أن الوزارة تولي أهمية كبيرة لملف الأبنية المدرسية، مؤكدا ان "المدرسة تتصدر أولوياتنا في وزارة التربية. عملنا بشكل كبير وموسع على هذا الملف".

ويضيف السيد في حديث خص به "طريق الشعب"، أنه "في هذا العام، بذلنا مجهودًا كبيرًا للتقليل من حدة هذا التحدي وهذه المشكلة التي تؤثر بشكل كبير على العملية التعليمية. كنّا نواجه نقصًا تقديريًا بنحو 8,000 مدرسة، لكن استطعنا هذا العام أن ندخل إلى الخدمة ما يقارب 500 إلى 600 مدرسة ضمن مشاريع متعددة، منها العقد الصيني، وتنمية الأقاليم، ومشروع الوزارة رقم 1، بالإضافة إلى مشاريع المنظمات".

"مدرستي أجمل"

ويشير المتحدث إلى أنه "من المتوقع أن تدخل الخدمة حوالي ألف مدرسة إضافية بنهاية العام، بالإضافة إلى بناء صفوف إضافية وترميم بعض المدارس. لدينا أيضًا حملة 'مدرستي أجمل' التي تستهدف تجميل نحو 2 ألف مدرسة. كما توجد تفاهمات على بناء مدارس من خلال صندوق العراق للتنمية".

وأكد السيد أن الوزارة "تبذل جهودًا كبيرة لحل مشكلة نقص الأبنية المدرسية بعد توقف طويل استمر لسنوات بسبب الظروف المختلفة. ورغم الضغط السكاني الكبير والتحديات الكبيرة التي تواجهها الوزارة، فإنها تعمل بجد لتخفيف هذا الضغط وتحسين البنية التحتية التعليمية".

وكانت وزارة النفط خصصت 7 مليارات و500 مليون دينار عراقي لتأهيل 1000 مدرسة في إطار مشروع "مدرستي أجمل"، وذلك قبل بدء العام الدراسي الجديد.

مشكلات معتقة

ومع بداية العام الدراسي، أكد عضو لجنة التربية النيابية، سالم العنبكي، أن هناك تفاوتاً بين التوجيهات الحكومية والواقع الميداني.

وأشار العنبكي، إلى أن "بعض المدارس قد تشهد نهاية نظام الدوام الثلاثي بفضل إنشاء مدارس بديلة، إلا أن العديد من المدارس بحاجة إلى إعادة بناء من الصفر، وهو ما يتطلب تخصيصات مالية ضخمة".

وأضاف العنبكي: "الواقع الحالي لا يسمح بإنهاء هذه الأزمة سريعاً بسبب نقص المدارس والتمويل الكافي"، مشيراً إلى أن "الحلول قد تتحقق في السنوات المقبلة من خلال تنفيذ مشاريع بناء المدارس ضمن ما يُعرف بالقرض الصيني، وكذلك من خلال الموازنة العامة".

وأوضح أن "اللجنة النيابية تتابع هذا الملف لإيجاد الحلول المناسبة لمشكلة نقص المدارس ودعم العملية التعليمية"، مبيناً أن "العراق بحاجة إلى بناء 8 آلاف مدرسة لإنهاء مشكلة الدوام المزدوج والثلاثي".

"بدأ العام الدراسي الجديد وبدأت معه المشاكل التي يعاني منها القطاع التعليمي الحكومي في العراق، منها ملف نقص الأبنية الدراسية"، يقول المشرف التربوي، حيدر كاظم، الذي ارجع الأسباب الى الزيادة السكانية، وعدم بناء مدارس جديدة.

ويضيف كاظم في حديث لـ"طريق الشعب"، وزارة التربية اكدت استقبال المدارس الحكومية نحو ١٢ مليون تلميذ وطالب.

ويشير الى أن "عدد المدارس في عموم العراق يبلغ 28 ألفا و117 مدرسة باستثناء إقليم كردستان، حسب احصائية الجهاز المركزي للإحصاء لعام ٢٠٢٠"، موضحا ان عدد التلاميذ او الطلبة داخل الصف الواحد يتراوح بين 50 الى 65 طالبا، الأمر الذي يضطر الكثير من الأهالي الى تسجيل أبنائهم في مدارس أهلية.

ويتساءل المشرف التربوي: ان وزارة التربية كانت قد أعلنت في وقت سابق عن إكمال كافة الاستعدادات للعام الدراسي الجديد، فأين هي تلك الاستعدادات؟

70 طالبا في الصف الواحد

تقول التدريسية سميرة عباس، تعمل في إحدى مدارس الكرخ الاولى ببغداد، إن "الصف الواحد في المدرسة يحتوي على ما يقارب 70 طالبة، ما يؤدي إلى تمدد طابور الطالبات حتى يصل إلى السبورة".

وتعبّر عباس عن معاناة كبيرة في أثناء تقديمها المادة الدراسية في مثل ظروف كهذه.

وتضيف في حديث مع مراسل "طريق الشعب"، أنه "لا يمكن متابعة الطالبات والاطلاع على واجباتهن المنزلية، حيث لا يوجد مكان للتحرك بين الطلبة على الإطلاق، سوى الوقوف أمام السبورة".

وتشير الى ان "بعض الطالبات يعانيْن من الصداع والاختناق نتيجة الكثافة العالية في الصف"، مبينة أنه "نتيجة لقلة التخصيصات المالية وسوء الإدارة في القطاع الحكومي، فإن هناك غيابًا واضحًا لخطط استراتيجية حقيقية للنهوض بواقع التعليم".

وتعرب عن أسفها لهذه الحال: هذا الوضع ينعكس سلبًا على جودة التعليم، ويؤثر في قدرة المعلمين على تقديم تجربة تعليمية فعالة، ما يعيق تحقيق أهداف المنظومة التربوية والتعليمية.

عرض مقالات: