يحتل العراق مرتبة متقدمة عالميًا وعربيًا في معدلات الوفيات الناجمة عن الحوادث المرورية، وفقا لتقرير حديث صدر عن مؤشر الحوادث المرورية العالمي "ROAD TRAFFIC ACCIDENTS". حيث جاء العراق في المرتبة 37 من بين 183 دولة، بمعدل وفيات بلغ 34.4 وفاة لكل 100 ألف نسمة. كما أظهر التقرير تصاعد معدلات الوفيات الناتجة عن الحوادث المرورية في العراق خلال العقد الأخير. وعلى الصعيد العربي، جاء العراق في المركز الخامس بعد دول مثل الصومال، السودان، السعودية، واليمن.
3 أسباب؟
وأكدت مديرية المرور العامة، أن الحوادث المرورية في العراق تنجم عن ثلاثة أسباب رئيسية، تتوزع نسبتها بشكل متباين بين السائق، والمركبة، والطريق. وأوضحت المديرية أن السائق يتحمل النصيب الأكبر من المسؤولية في وقوع الحوادث المرورية، بنسبة تصل إلى 80 في المائة، بينما تتوزع النسبة المتبقية على حالة المركبة والطريق، بواقع 10 في المائة لكل منهما، طبقا للعقيد الحقوقي حيدر شاكر محمد، مدير شعبة الإعلام في المرور العامة.
وأضاف محمد في حديث لـ "طريق الشعب"، أن "التزام السائقين بالتعليمات المرورية والقوانين يسهم بشكل كبير في الحد من الحوادث المرورية، ما ينعكس إيجاباً على حركة السير والمرور في الشوارع العراقية بشكل عام".
وفي ما يتعلق بالمركبات، شدد العقيد على أهمية صيانة المركبة الدورية ووجود وسائل الأمان والتحوطات اللازمة فيها، حيث أن هذه العوامل تسهم بنسبة 10 في المائة، في تقليل الحوادث المرورية.
وأكد أهمية صيانة الطرق من قبل الجهات المختصة، ووضع العلامات الإرشادية والمرورية على الطرق الخارجية، كونها تلعب دورًا مماثلاً في الحد من الحوادث.
وأوضح، أن "مديرية المرور العامة بدأت استخدام التكنولوجيا الحديثة لتنظيم حركة السير والمرور في شوارع بغداد وبقية المحافظات"، مشيراً إلى دور "الرادارات والكاميرات الذكية على الطرق الخارجية في تقليل نسب الحوادث المرورية، وهو ما ظهر بوضوح خلال فترة زيارة الأربعين".
وأضاف، أن "استخدام التكنولوجيا الحديثة أسهم في تنظيم حركة السير بشكل أفضل وتقليل الزخم المروري، خصوصًا في شوارع العاصمة بغداد".
ودعا العقيد حيدر المواطنين إلى الالتزام بالتعليمات المرورية لتحقيق مزيد من التحسن في حركة السير والمرور.
وأبدى محمد تفاؤله بتعاون المواطنين على الالتزام بالتعليمات المرورية، مؤكدًا أن ذلك سيعود بالنفع على الجميع من خلال تحسين حركة السير وتقليل الحوادث المرورية في البلاد.
تحسين حركة المرور
فيما تحدث مدير العلاقات والإعلام في مديرية المرور العامة، المقدم محمد علي الحسون، عن دور الإشارات الضوئية الذكية والإشارات المرورية الحديثة في تحسين حركة المرور في بغداد والمحافظات
وأكد أن مقترحات ومشاريع فك الاختناقات المرورية أسهمت بشكل كبير في تسهيل حركة مرور المركبات في بغداد.
وشدد الحسون خلال حديثه مع "طريق الشعب" على أهمية التزام المواطنين بالقوانين المرورية للحفاظ على سلامتهم.
وشهدت العاصمة بغداد، خلال شهر واحد فقط، تسجيل نحو 70 حالة وفاة، إثر حوادث سير "مأساوية" مختلفة، أي بمعدل شخصين كل يوم.
وقال مدير قسم فحص الأموات في دائرة الطب العدلي التابعة لوزارة الصحة، عبد الوهاب عصام، في بيان إن "التقرير الذي أصدرته الإحصائيات الرسمية أظهر أن عدد وفيات حوادث المرور بلغ 69 حالة وفاة بحسب الجهات التحقيقية والقضائية، توزعت بين انقلاب عجلة واصطدام وحوادث سير خلال شهر تموز/ يوليو الماضي".
وأشار إلى أن "مشكلة الحوادث المرورية في العراق من أبرز مسببات الخسائر البشرية التي تشهدها البلاد وذلك بسبب عدم التزام السائقين بإجراءات السلامة".
ووفقًا لبيانات منظمة الصحة العالمية، فإن هناك ارتفاعا واضحا في معدلات الموت جراء الحوادث المرورية، ففي عام 2012 سجل العراق 18 حالة وفاة لكل مئة ألف نسمة ليستمر هذا الارتفاع بتسجيل 27 حالة وفاة لكل مئة ألف نسمة في عام 2019.
الطرق "متهالكة"
قال ليث علي، المختص في هندسة الطرق والجسور، بأن "الحوادث المرورية في العراق تمثل أحد أهم أسباب الخسائر البشرية، نتيجة تهالك الطرق وقدمها، وغياب علامات التحذير، بالإضافة إلى عدم التزام السائقين بإجراءات السلامة على الطرق الخارجية".
واضاف في حديثه لـ "طريق الشعب"، ان الأرقام المؤشرة صادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء في وزارة التخطيط، حيث تم تسجيل 11,523 حادثاً مرورياً خلال عام 2022، بزيادة بلغت 8 في المائة مقارنة بعام 2021، ما أدى إلى وفاة 3,021 شخصاً.
وأوضحت إحصائيات الوزارة، أن من بين الحوادث، كان هناك 3,079 حادثاً مميتاً بنسبة 26.7 في المائة، و8,444 حادثاً غير مميت بنسبة 73.3 في المائة، وذلك باستثناء إقليم كردستان. وسجلت الحوادث في 2022 ارتفاعاً مقارنة بـ 10,659 حادثاً في 2021، بنسبة 8.1 في المائة.
وأضاف البيان، أن عدد ضحايا الحوادث المرورية ارتفع خلال السنة الماضية بنسبة 6.8%، كما ارتفع عدد الجرحى بنسبة 12.9 في المائة عن سنة 2021. وبلغت الوفيات الناتجة عن تلك الحوادث 3,021 حالة وفاة، منها 2,474 حالة وفاة بين الذكور بنسبة 81.9 في المائة و547 حالة وفاة بين الإناث بنسبة 18.1 في المائة من إجمالي الوفيات، مسجلة زيادة قدرها 6.8 في المائة.
وفي تعليقه الأرقام، والتي تعكس وقوع نحو 250 حادثاً شهرياً، قال علي إن "هذه الأرقام مرعبة وتفوق بكثير أعداد ضحايا العنف والإرهاب". وأوضح أن "الحوادث المميتة تحدث غالباً على الطرق العامة والسريعة، بسبب سوء حالة الطرق الخارجية، وعدم الالتزام بإجراءات الأمان والسلامة، بالإضافة إلى التجاوز بين السيارات، والسلوكيات الخطيرة مثل القيادة عكس الاتجاه، والسرعة المفرطة، وتهالك بعض السيارات، مما يتسبب في حوادث مميتة للأسف".