سنوات والعراقيون يرزحون تحت نير ازمات معيشية قاسية. فترى المواطن، بعد ان يئس من الحصول على فرصة عمل كريمة أو وظيفة حكومية تتناسب وتحصيله الدراسي – بالنسبة للخريج - صار يجتهد في ابتكار مهن عملية وخدمية، تؤمّن له الحد الأدنى من قوت عائلته. ومن ذلك مهنة التوصيل بواسطة الدراجات النارية (الديلفري) ومهنة النقل بواسطة العجلات الصغيرة كـ “الستوتة” و”التك تك”.

وبالرغم من تحفظنا على المخالفات التي يرتكبها بعض سائقي الدراجات والتك تك، كأن يقودوا عجلاتهم بسرعة مفرطة أو يسيروا بالاتجاه المعاكس ولا يلتزمون بالإشارة المرورية، إلا أن هؤلاء يتعرضون بالمقابل إلى مضايقات كثيرة، ويواجهون إجراءات مرورية متعددة، كالمنع من الدخول إلى مناطق تجارية معينة، أو تحديد أوقات عملهم في بعض المناطق، أو حجز عجلاتهم، والقائمة تطول.

آخر إجراء مروري اتخذ بحق هؤلاء، هو إلزامهم بتسجيل عجلاتهم مروريا، وحصولهم على بطاقات التسجيل (السنوية) مقابل 296 ألف دينار!

هذا الإجراء، لا غبار عليه من ناحية تنظيم عمل تلك العجلات، لكن مبلغا كهذا كثير جدا على اصحابها الكادحين. لذلك يناشد هؤلاء مديرية المرور خفض رسم التسجيل إلى 50 ألف دينار، وتمديد فترة التسجيل إلى الأول من تموز المقبل على أقل تقدير، مذكرين بأنهم من ذوي العائلات الفقيرة.