اخر الاخبار

أمانة بغداد وأجهزتها لم تتمكن من تنظيم عمل الباعة الجوالين، والحد من تجاوزاتهم على الأماكن العامة. فكان عليها أن تضع خططا مدروسة لإنشاء أماكن خاصة بهؤلاء الكادحين الذين يبحثون عن لقمة عيشهم تحت وطأة الظروف الاقتصادية القاسية. لذلك باتت بسطاتهم وعرباتهم تحتل الأرصفة وأجزاء من الشوارع، وتزاحم المارة وتخنق المحال التجارية النظامية وتشوّه المكان.

لكن، وبدلا من هذه الفوضى، ماذا لو نظم الباعة الجوالون عملهم بأنفسهم بالشكل الذي لا يؤثر على حركة المارة ولا يشوه معالم الأماكن العامة؟ ماذا لو احتذوا بأبي عادل، وهو بائع جوّال. فهذا الرجل يختلف عن أقرانه كثيرا. إذ استطاع أن يحوّل بسطته إلى شيء مقبول وجميل من خلال بعض الترتيبات البسيطة.

أبو عادل صمم عربة متحركة مكشوفة مزودة بإضاءة معتدلة، وخصص مكانا لوقوفها مع مراعاة ترك مسافة كافية بينه وبين المحال التجارية وطريق المارة. وتسمح هذه المسافة أيضا بوقوف الزبائن أمام عربته والتبضع منها دون تضييق على حركة المتبضعين الآخرين.  

وبعد انتهاء عمله في المساء، يقوم أبو عادل بتنظيف مكانه ووضع نفاياته في الحاوية القريبة، ثم ينقل عربته إلى كراج قريب مخصص لوقوف السيارات والعربات، مقابل أجر شهري بسيط.

أي شخص يشاهد بسطة أبو عادل، سيجد الفرق بينها وبين البسطات الأخرى القريبة منها.. متميزة ومنظرها جميل ومكانها نظيف ووقوفها نظامي.. ماذا لو احتذى جميع أصحاب البسطات بأبي عادل!؟  

عرض مقالات: