اخر الاخبار

إذا أراد أحد تدمير وطن، لا يحتاج بالضرورة إلى صواريخ بعيدة المدى أو قنابل نووية، فبمجرد أن يقوم بإهمال قطاع التعليم أو خفض نوعية خدماته وعدم تزويده بمستلزماته المطلوبة بالشكل الصحيح، أو السماح للطلبة بالغش وفسح المجال لهم للتهرب من المدرسة.. بمجرد أن يقوم بذلك سيتدمر الوطن تلقائيا!

حينما ينهار قطاع التعليم، سيموت المريض على يد طبيب غير كفوء حصل على شهادته بالحيلة والغش والخداع، وستنهار البيوت والمباني التي خططت على يد مهندس فاشل لم يُعد دراسيا إعدادا صحيحا، وسيضيع العدل على يد قاض نال شهادته العلمية عبر الغش ودون جهد دراسي، وسيتفشى الجهل على يد معلم لم يتم تأسيسه تأسيسا صحيحا في فترة دراسته الأكاديمية.

مع بدء العام الدراسي الجديد، واجه طلبة العراق وتلاميذه تحديات كبيرة. فالأبنية المدرسية وبناها التحتية متهالكة، والدوام لا يزال ثنائيا وثلاثيا، والكثير من مدارسنا لا تزال منشطرة إلى مدرستين أو أكثر بسبب اكتظاظ الصفوف. إذ وصل عدد الطلبة في الصف الواحد إلى 50 أو 60 طالبا، ناهيك عن النقص الكبير في الرحلات والكتب المدرسية.. تلك الكتب التي نراها متوفرة في الأسواق بطبعات حديثة وبأسعار باهظة، بينما نجدها مفقودة في المدارس!

مدارسنا تفتقر الى ابسط مقومات الحياة الدراسية، من حانوت نظيف ومرافق صحية ومياه شرب نقية ووسائل تهوية، وسبورات ورحلات وغير ذلك من المتطلبات الكثيرة.

نحن اليوم لا نحتاج إلى إجراءات ترقيعية في علاج مشكلات القطاع التربوي – التعليمي، إنما إلى نهضة كبيرة تنتشل هذا القطاع من أزماته التي تشتد يوما بعد آخر. فالتعليم هو أساس تقدم البلدان وتطورها. إذ لا يمكن لأي دولة أن تتقدم دون أن تحدث ثورة شاملة في مجال التعليم.

سارعوا إلى إنقاذ التعليم.. سارعوا إلى حماية الوطن من الانهيار!

عرض مقالات: