اخر الاخبار

مدير منصة الكلام في مؤتمر قوى التغيير الديمقراطية، الذي انعقد السبت الماضي في قاعة معرض بغداد الدولي، وهي الكبيرة بين بقية القاعات، اوضح الصعوبات التي واجهت اللجنة التحضيرية في حجز قاعة ببغداد، تتناسب مع حجم المدعوين لهذا الحدث المهم، مبيناً ان القاعات الكبيرة التي تتسع للاعداد الكبرى، هي ملك لكبار المتنفذين، وان قوى التغيير في عداء مع هؤلاء وتسعى الى الإطاحة بهم.

نعم، كان حجم الحضور منسجما مع المتوقع بل وفاقه، بعد تحضيرات حثيثة للمؤتمر سبقته من قبل لجان صغيرة وكبيرة، رافقها عقد اجتماعات شبه مستمرة للأمناء العامين لقوى التغيير الديمقراطية ومن ينوب عنهم، ما أسهم في نجاح المؤتمر وتحقيق الغاية التي عقد من اجلها.

وجاء انعقاد المؤتمر متزامنا مع المحاولات الحثيثة لقوى منظومة المحاصصة والفساد، الرامية الى إعادة انتاج نهجهم الفاشل في تشكيل حكومة توافقية (تحاصصية)، يحكم السيطرة عليها رؤساء الكتل النيابية. ولشعبنا تجارب مريرة مع  اساليب كهذه، مكتوب لها الفشل مسبقاً.

لقد انعزلت الغالبية العظمى من اعضاء مجلس النواب حتى عمن انتخبوهم وتمترسوا خلف مئات الكتل الخرسانية، كي يعقدوا جلسة تأجلت لعدة اشهر بسبب حوارات لم تفضِ سوى الى إعادة التوافق في اللحظات الأخيرة. وهذا يثبت صحة القول الشائع أنهم لا يسعون سوى الى السلطة ومغانمها، وان حصة الشعب هي الفقر والجوع والبطالة ونقص الخدمات .

وفيما كان هؤلاء يختفون عن انظار ناخبيهم، ويختلفون حتى على ابسط الأمور، كان مؤتمر قوى التغيير الديمقراطية ينعقد بذلك الشكل والحجم والتمثيل الواسع، بحضور ممثلين للمجتمع الدولي. وتلك إشارة الى ان قطار التغيير بدأ السير على السكة، وهو ما قالته كلمات المتحدثين خلال المؤتمر!

صحيح ان قوى التغيير تختلف فيما بينها بالأفكار والتوجهات السياسية، الا انها اتفقت في هذه اللحظة على ان طريق التغيير الشامل يبدأ بتوحيد قواهم، وبسعيهم المشترك الى بناء دولة المواطنة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية. 

لذلك جاءت هذه الحوارات لغرض المزيد من التنسيق في معركة الخلاص من منظومة المحاصصة والفساد.

ولغرض اشراك الآخرين في هذا المسعى الخيّر، والسعي لاستقطاب أوسع الجماهير حوله، أبقى المؤتمر النقاش مفتوحاً حول ورقته السياسية، ودعا الى تشكيل لجان من الفاعلين في مختلف الاختصاصات، بهدف انضاجها وتدقيقها وتصويبها، في إشارة واضحة الى ان هذه القوى لا تخشى الرأي الاخر الذي يصب في مجرى العمل السياسي، الهادف الى هدم منظومة المحاصصة.

لقد تابعت القيادات السياسية الفاسدة هذا المؤتمر الهام، وراقبت بحرص نتائج اعماله كما التحضيرات التي سبقته. ونقل عن بعضهم القول، انهم أبدوا انزعاجاً من الجهد الكبيرالذي بُذل لتوحيد قوى التغيير، لأنها هي وحدها من تمتلك مشروعاً حقيقاً لإزاحتهم. في حين ان الاصداء الإعلامية كانت واسعة جداً، منذ ان أطلق ناشطو التغيير الديمقراطي هاشتاك موعدنا #15_تشرين، حيث تهيأت وسائل الاعلام جيداً واستبقت المؤتمر بعدة تحليلات، فجاءت هذه النتائج لتعلن كونه بالفعل انجاز تاريخي.

عرض مقالات: