اخر الاخبار

تثبتُ ازمة منظومة الحكم وتطوراتها السريعة صحة استنتاج ما ذهبت اليه القوى المدنية والديمقراطية، من ان التغيير الشامل بات ضرورة ملحة، وأن الاستمرار في نهج الحكم الحالي يعني استمرار الازمة ذاتها، وان تداعيتها ستشتد اكثر واكثر بالنسبة لعموم الشعب العراقي.

وهي في الوقت نفسه تبيّن ان غاية الحراك الذي تخوضه قوى المحاصصة الطائفية، هي البقاء في السلطة وليس سوى ذلك، بغية تأجيل التغيير الشامل الى أجل غير مسمى.

ويمكن القول ان الطغمة الفاسدة وقياداتها ومتنفذيها لا يمكنهم العيش خارج السلطة بما توفره لهم من جاه ومنافع. كما انهم سيواجهون في حال تجريدهم من السلطة الملاحقة القانونية واحتمالات المقاضاة العادلة، بعد ان أصبح واضحاً من خلال تبادل الاتهامات بصورة علنية بين قياداتهم، انهم هم من ساهموا او سهلوا سرقة خيرات الشعب وقتل ابنائه.

المعطيات التي تؤكد ذلك واضحة وكثيرة، فحين تشتد الخلافات ويزداد الضغط، يلجأ المتنفذون الى استخدام الأسطوانة المشروخة ذاتها، وتبدأ الزيارات المكوكية وتتلاحق اللقاءات، وتُنسى اتهامات العمالة والفساد والتخريب وغيرها. 

وهكذا فقد ثبتت صحة القول ان العملية السياسية لن تبقى كما كانت قبل الانتفاضة، ما يعني ان حراكهم السياسي وصل الى طريق مسود.

يقولون أن تعطيل تشكيل الحكومة يعني تعطيل القدرة على دفع الرواتب، وانهم يريدون تشكيل حكومة خدمة وطنية لأن البلد بحاجة الى الكهرباء والماء والصحة والخدمات، لكن ما شاكل من تصريحات تفتقر الى الدقة، لأن من يطلقها سبق ان كان في الحكم منذ 2005، ولم ينفذ ما يتحدث به حالياً. 

ان مثل هذه التصريحات لا تصمد امام الاختبار طويلاً، وسيجري التراجع عنها كما في السابق. وقد تراجعوا بالفعل قبل يومين عن تصريحهم بقبول مطلب الانتخابات المبكرة وحل البرلمان، إذ وضعوا امام ذلك عراقيل الآليات.

ونشير هنا ايضا الى تسويفهم في تلبية مطالب انتفاضة تشرين التي نادت بالتغيير، وقبلها الاحتجاجات في تموز 2015 وشباط 2011.

لهذا فان مطلب الانتخابات المبكرة (بشرطها وشروطها) الذي يمكن ان يكون احد مداخل حل الازمة، والذي اصبح قضية رأي عام وشأناً جماهيراً واسعاً، لابد ان ينفذ في وقت قريب جداً. وبالطبع يمكن لقوى المحاصصة ان تعيد انتاج نفسها وتعود للسلطة مرة أخرى، حال جرى التراخي والضغط، وعندها لن تقوم للعملية السياسية قائمة ولن يبقى سوى اندلاع ثورة جماهيرية عارمة تكتسحهم جميعاً.. وهي آتية لا محال.

عرض مقالات: