اخر الاخبار

لا شك أن الفساد والكسب غير الشرعي والانشغال في الصراع على الكراسي، كل ذلك أدى إلى إهمال الواقع الخدمي وتراجعه وترديه، ما انعكس سلبا على حياة المواطنين. إذ لا يمر يوم دون أن نشاهد على وسائل الإعلام المختلفة، تظاهرات ووقفات احتجاج سلمية في مختلف مدن العراق وقصباته، ضد تدهور الخدمات.

ويبدأ تردي الواقع الخدمي في بغداد، من شبكة المجاري إلى الطرق وقطاع النظافة، وليس انتهاء بصعوبة توفير المياه الصالحة للشرب. فلا زال الكثير من الأحياء السكنية يعاني شحا في المياه، بين تهالك شبكات الإسالة والتجاوزات التي تطالها. وأبرز مثال على ذلك محطات غسيل السيارات المنتشرة في العديد من الأحياء السكنية. إذ تحصل هذه المحطات على المياه بصورة غير شرعية من الأنابيب المخصصة للأحياء السكنية، وتستهلك منها كميات كبيرة جدا، ما يتسبب في ضعفها، وبالتالي صعوبة وصولها إلى المنازل.. يأتي ذلك في ظل ضعف الرقابة الحكومية وغياب المحاسبة.

ومن المشكلات الخدمية الأخرى، هي تهالك الكثير من الشوارع الرئيسة والفرعية وتركها دون إكساء. وفي بعض الأحيان تكتفي الجهات المعنية بقشطها وترقيعها موضعيا، لتعود بعدها إلى وضعها السابق وأحيانا أسوأ، ما يخلف أضرارا كبيرة بالمركبات. وبهذا الصدد يؤكد سائق مركبة أجرة في بغداد، أن “ما نكسبه من رزق خلال أسبوع، ننفقه عند الحدّاد او الفيتر في غضون ساعة واحدة!”.

ويلفت هذا السائق إلى أن “هناك شوارع عديدة متآكلة ومليئة بالتشققات والحفر والمطبات، حتى أن بعض فتحات شبكات المجاري الموجودة على الطرق العامة والأنفاق، مثل (طريق محمد القاسم)، مهملة وبلا أغطية”.

أما المشكلة الأخطر فهي النفايات. إذ تتراكم في الكثير من الأزقة السكنية والساحات العامة والأسواق، مخلفة روائح كريهة وجراثيم وأمراضا وأوبئة.

ويأتي تراكم النفايات بسبب عدم رفعها بانتظام من قبل آليات البلدية، الأمر الذي يضطر المواطنين إلى حرقها. وهنا تولَد مشكلة أخرى. إذ أن أعمدة الدخان تتصاعد بين المنازل السكنية وتتسبب في تلوّث البيئة والاضرار بصحة الناس.

أما مشكلة عدم إنارة الشوارع والأزقة، فهي أيضا من المشكلات الخطيرة التي تهدد سلامة المواطنين. وعن ذلك تقول مواطنة من سكان بغداد، ان “الأزقة المظلمة توفر للمجرمين والسراق فرصا لممارسة إجرامهم في الخفاء. وقد شهد العديد من الأحياء السكنية المظلمة مثل هذه الجرائم”.

وتعد إنارة الشوارع من الخدمات الضرورية. فهي تؤمن الطريق للمارة، وتوقيهم شر حوادث الدهس، وتحميهم من السقوط في الحفر المفاجئة أو في فتحات المنهولات المشرعة أفواهها، وما أكثرها في شوارعنا!