اخر الاخبار

الشاعر الشعبي المرحوم شاكر السماوي ظاهرة في الشعر الشعبي العراقي بلغت عنده الصورة الشعرية مدياتٌ ما بلغتها عند سواه ...كانت ثقافته عالية جداَ...ربما أثرت فيه دراسته للأدب الانكليزي وهو الحاصل على درجة البكالوريوس في اللغة الإنكليزية وآدابها ...وانا أؤمن أن الادب الانكليزي يؤثر كثيراَ في متلقيه ...فكيف اذا كان شاعراَ وشاعراَ مرهف الاحاسيس كشاكر...

بدر شاكر السيّاب قامة فارعة في سماء الأدب...جاء بمدرسة جديده قلبت موازين الشعر وأزهرت وردةً أنيقةً رددت العربية اصداءها من اقصى الوطن الى أقصاه.

بدر شاكر السيّاب هو الآخر درس الادب الانكليزي وجاء بتفعيلاته الأخاذة وموسيقاها التي خلبت الألباب...هل هي المصادفة أم هو الأثر؟

 رسم لنا بدر وهو البدر في سماء الشعر احلى الصور بتفعيلات جديده ولوحات طربت لها الأسماع والقلوب...

ورسم لنا شاكر صورا عشقتها الآذان وأهتز لها الوجدان.

لنأخذ مثلا من اشعار شاكر ونتمعن في الصور التي فيه...

يتحدث صديقي عن مبادئ المناضلين واستحالة شراؤها فيقول:

“وياهو بيكم يشتري النجمه بسماهه...     

 ولو شراهه...

 كلّي يكدر يشتري وياهه ضواهه ؟!”

آهٍ ما أحلى الصورة...انك حتى لو امكنك ان تشتري سماءً ما... لكنك لن تنال ضياءها مهما فعلت...

ايها الاوغاد ...انكم قد تتمكنون من ازهاق ارواح المناضلين لكنهم سوف لا يمكنونكم من مبادئهم فهي لديهم أغلى حتى من أرواحهم...

بتواضع وفي احدى كتاباتي قلت ذات يوم:

“سأظل ارسم وسط قلبي وردةً...

ولمثلكم...

 لا لن أبيعَ تعاستي وشقائي

فأنا ابن ذيّاك الذي في تربته ...

رسم الزمان كرامتي وابائي.”

نعم...مظفر وشاكر وابو سرحان وعزيز السماوي وناظم السماوي وعلي الشباني واسماعيل محمد اسماعيل وغيرنا الكثير أبناء تربةٍ واحده...تربة العراق وسقانا فراتها النقى...

مرحى لها من تربةٍ...وما أنقاه ماءِ.

مظفر النواب مدرسه...عريان السيد خلف مدرسه ...شاكر السماوي مدرسه...هذه المدارس بيوتٌ علمتنا المبادئ ونبل الأخلاق وصلابة المواقف.

أعود لشاعرنا الكبير شاكر ومواقف له ...

 عندما “يستفلس” ابو سرحان وغالبا ما يكون مفلسا كنت اعلم ان شاكر كان له اخاَ وعوناَ... وسمعت عن مواقف مثلها لشاعرنا الكبير مظفر النواب مع محتاجين من امثال الرائع المرحوم أبو سرحان

أليست هذه هي المبادئ؟

موقف وطني كبير آخر يُسجل لشاكر كنت شاهدا عليه...

في بداية السبعينات كان المفروض ان تُعرض لشاكر مسرحية “رقصة الأقنعة” في بغداد وقد انتشرت لوحات اعلاناتها في كل مكان من بغداد...لكنها مُنعت من العرض قبل ايام من عرضها بأمرٍ من الجهات الأمنية آنذاك.

الوطنيون طالما كانوا أهدافاً لنبال الغدر وطغاة الجهات الأمنية وكان شاكر أحد تلك الأهداف.

هاجر شاكر الى المنفى ومات غريبا وهو الذي أحب وطنه ولا أقول ان وطنه لم يحتضنه فأنا أؤمن انه لو كان شاكر حيا الآن وعاد الى وطنه لقبّله وطنه على جبينه... تحية اجلال واكبار لك ايها الشاعر الكبير.

عرض مقالات: