اخر الاخبار

لا أحد يتوقع أن تحقق أية حكومة مقبلة، مهما فعلت وتفعل، متطلبات العيش الكريم لجماهير الشعب الواسعة. والاعتقاد السائد هو انها ستقوم في أحسن الأحوال ببعض الإصلاحات هنا وهناك، فاذا افلحت في ذلك، فان انجازها لن يعدو كونه إجراءات بسيطة لا أكثر . وأيّ حكومة يمكنها محاربة سرطان الفساد، دون ان تقطع رأسه؟ وهنا يتوقف الكلام من جانبهم، كون رؤوس الفساد لديها ما يكفي من أدوات لعرقلة أي توجه لمحاسبتهم، وقد يصل الحال الى تعطيل عمل الدولة، كما حدث في كثير من الأحيان سابقا.

لكن التوقع صعب، لأن السياق المعتمد سابقا في تشكيل الحكومات، يأتي بعد عملية تحاصص طائفي في توزيع المناصب، واهمال اعتماد برنامج حكومي.

اما اذا حدث ما هو غير متوقع، فان أية كتلة سياسية تشكل الحكومة الجديدة يجب ان تتحمل مسؤولية الإخفاق او النجاح، وهي يجب ان تقرّ بأن يدها طليقة في تنفيذ البرنامج الذي تتفق عليه.

في المقابل، ليس مقبولا ان تتشكل اية حكومة مقبلة، من دون الانتباه جيداً الى أبرز مطالب انتفاضة تشرين غير المتحققة، وهي: فتح ملف قتلة المنتفضين، محاسبة رؤوس الفساد، الإسراع في تنفيذ سياسة اقتصادية بديلة تحقق العدالة الاجتماعية. وبعكس ذلك فان شباب الانتفاضة سيفرضون تحقيق مطالبهم، مهما طال امد الانتظار.

ولأجل تحقيق الأهداف لم يكن ممكنا ان تتوقف الانتفاضة، سوى ان هناك جملة عوامل جعلت الحراك الاحتجاجي يتوقف مؤقتاً، أبرزها جائحة كورونا، والقتل العمد والاساليب المفرطة في القمع التي مورست ضد الشباب. ولكن هل نجح هذا في اطفاء حرقتهم وغيرتهم على وطنهم؟ العكس تماماً هو الصحيح، وها هي الحركات الاحتجاجية تستوعب الدروس، والشعب يغلي.

ان كثرة المشكلات التي يصطدم بها المواطنون، واستمرار معاناتهم الاقتصادية والامنية، وعدم الاكتراث لمطالبهم، والضغوطات الشعبية المستمرة، هي اسباب جديدة تضاف الى محركات الانتفاضة السابقة.

 فهل ستمهد الانتفاضة المقبلة .. للتغيير الشامل؟

عرض مقالات: