اخر الاخبار

وأنا أفتتح المؤتمر الصحفي الخاص بالحملة الوطنية لبناء المقر الجديد لحزبنا، أخذتني الذكريات إلى منتصف العام 2004، حين اتخذت القرار الصائب بالانتماء إلى حزب الشيوعيين.

وفي أول اجتماع لي في مقر الحزب، بعد أول دخول إليه غداة قرار الانتماء، كان هناك ناس كثيرون. سألت أحد الواقفين في المدخل عن كيف أصل إلى مكان الاجتماع، فاذا بالشهيد ضياء كاظم جويعد يناديني ويقودني إلى غرفة كانت تسمى “التاتا” حيث عقدنا اجتماعنا.

واتذكر انه حدث حينها ان دخل الرفيق أبو داود إلى المقر يصحبه الشاعر الفقيد عريان السيد خلف، ثم خرجا من القاعة حيث بدا  أنهما متوجهان الى اجتماع في مكان آخر.

وتحول الموقع المنهَك ذاته لاحقاً، إثر الحرب والنهب وكما شاهدت بنفسي، إلى مكان للعمل والأمل. فمنه انطلقت أولى المسيرات المنددة بالاحتلال الأمريكي في الأول من آيار 2003، ومنه توزعت أول جريدة عراقية “طريق الشعب” بعد سقوط الطاغية. وكان من اول مقرات الأحزاب السياسية التي أعلنت حضورها، وقد تحول في ما بعد إلى ورشة للفكر والسياسة والابداع. ففيه تشكلت لجان الثقافة، وفيه اجتمع الرياضيون، وعلى جدرانه علق الفنانون لوحاتهم، وفي قاعاته عزف الموسيقيون ألحانهم، وفي مكاتبه اجتمع الطلبة والشباب والنساء.. وفي الاثناء اصبح منتدى بيتنا الثقافي قاعة اعراس للمواطنين العراقيين.

وتذكرت خلال حديث الرفيق أبو نيسان في المؤتمر الصحفي، عن مصادرة النظام السابق عقارات وأملاك الحزب بقرار صدامي، وعن مطالبات الحزب المتكررة بإعادتها دون أن تجد آذانا صاغية .. تذكرت المقرات الفارهة التي مررت بقربها بعد 2003، وتكرر السؤال: من أين حصل هؤلاء على تلك الأبنية، وكيف “ شيدوها” بهذا الشكل المثير بينما نحن نكافح حتى الآن لنجد قاعة مناسبة تحتضن فعالياتنا السياسية الكبيرة. ولقد تركنا مقر جريدتنا السابق في شارع أبو نؤاس، بسبب تكلفة ايجاره الباهظة، التي ليس  في مقدورنا نحن تسديدها.

ورحت اتفحص وجوه الرفاق الذين كانوا في القاعة مع وسائل الاعلام قبل المؤتمر الصحفي  وبعده، وهم يستفسرون مستغربين الإعلان عن حملة التبرع لاقامة مقر جديد للحزب، فهل هناك لدى السلطات نية لمصادرة المقر من جديد، اسوة بما فعل النظام السابق؟ طرحوا تساؤلاتهم المتوجسة وهم يتذكرون طلب رئيس وزراء أسبق من القوات الأمنية ان تخلي مقر حزبنا بالقوة، لا لسبب الا لأن الشيوعيين شاركوا بصورة فاعلة في احتجاجات شباط 2011.

وقد جاء الجواب واضحا في المؤتمر الصحفي، على جميع الأسئلة التي دارت في اذهان الحاضرين من الاعلاميين ومن رفاقنا. ومعه جاء الاعلان الذي أردناه مختلفاً هذه المرة، وهو اننا نريد أن نبني لنا ولكم مقراً، يكون حقا وصدقا بيتا للعراقيين.

عرض مقالات: