اخر الاخبار

عندما أستذكر تجوالي في عراق الخير وانا في عنفوان الشباب، أيام كان هناك نشاط لفلاحي ديالى ضمن مهرجان الحمضيات بين عامي 1975 و1978، لا يفوتني ذكر كيف كنا نتسابق ونتفاخر بارتدائنا أزهى الملابس، لنصبح طلائع المهرجان. وكان ابي يهدي المارة سلات تضم حمضيات منوعة كانت تعرض على ضفاف نهر خريسان الذي يقسم مدينة بعقوبة إلى نصفين.

كنا ننتظر هذا المحفل بشوق، يوما بعد آخر.. نستعد له كموعد للقاء الأحبة يليق بزهو ديالى. وكانت الفراشات والنحلات يتطايرن فرحات فوق رؤوسنا ونحن نحمل سلات الحمضيات، وكأنهن يتفاخرن بهذا النتاج نظرا للجهود التي يبذلنها في إيصال حبوب اللقاح إلى أزهار أشجار الحمضيات!

أما اليوم، فقد غضبت علينا الفراشات والنحلات، وصرن يعاتبننا: ماذا فعلتم في بساتينكم..؟ عطشتموها وجدبتم غصن القداح.. جرفتم أشجاركم فقتلتم الحب! لن تنجحوا أبدا، لن تفيدكم بيوتكم وعماراتكم وأنتم الذين جرفتم البساتين وصادرتم جمال الطبيعة.. من خلّف هذا الخراب، حكوماتكم؟ أو أطماع أنفسكم؟ أيا كان فنحن غاضبات!

عرض مقالات: