اخر الاخبار

يواصل تنظيم داعش عملياته الإرهابية، وقد نفذ عمليات عديدة خلال الأشهر القريبة الماضية، معتمدا أسلوب حرب العصابات في تنفيذ جرائمه الشنيعة. فأسلوب ( اضرب واهرب)، وهو أسلوب هجومي مباغت، لا يتطلب الاحتفاظ بقواعد ثابتة ولا مسك الأرض، بل تنطلق مجموعات صغيرة لضرب هدف محددة بصورة مباغتة. وهي من تختار وقت الاشتباك وساحته، هي من تحدد الهدف والتوقيت.

ان الاستراتيجية الجديدة التي يتخذها تنظيم داعش الإرهابي، استراتيجية الكر والفر، تترصد وتختفي وتهاجم في العمق، مستغلة الأهداف الضعيفة والرخوة، ومعتمدة الاستطلاع وتجميع المعلومات، ومتحركة في التضاريس الجغرافية الصعبة، وبسرية، عاملة على اضعاف المعنويات، وناشرة الاشاعات.

يبدو ان تنظيم داعش سيتبع هذه الاستراتيجية التي تتناسب مع امكانياته، اذ يتضح ان اعداد منتسبيه تراجعت، وبقى يعتمد على نوعية خاصة من المقاتلين المترابطين في خلايا نائمة، تنشط حالما  تتوفر لها بيئة مناسبة. 

ولا شك ان افشال هذه الاستراتيجية ليس مستحيلا، بل ممكن جدا، خاصة اذا كانت منطقة نشاط الإرهابيين طاردة لهم، وهذا احد اهم الأسس لتجفيف منابع الإرهاب، ما يتطلب تنفيذ حزمة من الإجراءات السياسية والاقتصادية والمعيشية والاجتماعية والثقافية، كذلك الأمنية والعسكرية القادرة على محاصرة هذه المجاميع واختراقها، ثم ضربها والقضاء عليها. لكن المؤسف هو تمكن هذه التنظيمات من تأمين تعاون بعض بائعي الضمائر من المدنيين، وكذلك بعض الضباط والمراتب الذين يقومون بسرقة أسلحة وأعتدة وتجهيزات وبيعها الى داعش! كما تم تداوله في الاعلام حول الفرقة السادسة.

والمؤسف اكثر هو انه في الوقت الذي تنشط فيه هذه العصابات الإرهابية، وتضرب في مواقع موجعة وتلحق الخسائر بارواح جنودنا، ينشغل المتنفذون في صراعهم على مواقع السلطة كاستحقاقات انتخابية، غير عابئين باهم مهمة وهي تحقيق الامن وتأمين الاستقرار.

نعم، الأمن هو المهمة الأولى مهما كانت فلسفة الدولة وشكلها وطبيعتها، لذا يفترض برجال الدولة الموجودين في اداراتها اليوم او أولئك الذين يتطلعون الى تشكيل الحكومة وادارتها للسنوات الأربع المقبلة، ان يكون هاجسهم الدائم هو توفير الامن، وتأمين الاستقرار، وتحقيق انجازات ملموسة في هذا الاتجاه.

ان من غير الممكن دحر الإرهاب بالاستعراضات وبهرجتها، ولا بالخطابات النارية، بل بتنفيذ خطة متكاملة العناوين، سياسية، إقتصادية، معيشية، خدمية وامنية وعسكرية. والعراق يمتلك الإمكانيات الضرورية، لكنه يحتاج الى حكومة ذات رؤية واضحة وعزم شديد وبرنامج ملموس. حكومة لا تتردد في تنفيذ منهاجها، بل وتنفذه بقوة وشجاعة واقدام.

عرض مقالات: