مع اتساع الفوضى وعدم الالتزام بالقوانين، بلغت التجاوزات على أرصفة مدينة الديوانية حدا لا يُطاق. ويعلم الجميع أن الأرصفة مصممة في الأساس للمشاة، ولضمان سلامتهم، لكن الواقع يقول انها للباعة وأصحاب المحال، كي يعرضوا بضائعهم عليها. لا بل وصل الأمر بالبعض إلى إنشاء مسقفات وأبنية على الأرصفة تحت شعار "أرزاقنا وأرزاق عائلاتنا خط أحمر ولا يمكن المساس بها"!
أما الكافيتريات التي يجري إنشاؤها على الأرصفة، فحدّث ولا حرج. فالمواطن يستطيع أن يختار أي موقع وأي رصيف لينشئ عليه كافيتريا حديثة من الألمنيوم أو الـ"بي في سي"، وذلك أمام أنظار الجهات المسؤولة!
وبعد اتساع الظاهرة، بادرت بلدية الديوانية إلى مكافحة هذا التخبط غير الحضاري. فسمحت لأصحاب المحال باستغلال متر واحد فقط أمام محالهم، وحددت المساحة المسموح بها بخط أصفر، اذا تجاوَزه أحدهم تتم معاقبته قانونيا. واستبشر الأهالي خيرا بتنفيذ القانون، لكن ما يؤسف له، هو انه بعد مرور شهور قليلة بدأ البعض يتجاوز على الخط الأصفر، وعادت حليمة إلى عادتها القديمة.
الأنكى من ذلك هو أن بعض المواطنين يركنون سياراتهم على الرصيف أمام منازلهم، حرصا على حمايتها كما يدعون. وهذه الظاهرة غير حضارية، وتؤثر على جمالية المكان، ولا تعبر عن ذوق.
البلدية مدعوة إلى تفعيل دورها، ومديرية المرور أيضا. فالمطلوب محاسبة المتجاوزين على الأرصفة ومنعهم من تكرار هذا التجاوز، مع التشديد على عدم قطع سبل معيشة الناس، وفي الخصوص الباعة الجوالون. فهؤلاء يُفترض عند منعهم من استغلال الرصيف، أن تُوفر لهم أماكن بديلة يزاولون فيها أعمالهم.