المتنفذون هم السبب
طالبت مديرية زراعة محافظة بابل بضرورة إيقاف تجريف الأراضي الزراعية بغية تحويلها إلى أحياء سكنية، وهي الظاهرة التي باتت تتسارع في العراق، مهددة المساحات الخضراء ومشكلة خطراً على البيئة وموفرة الفرصة لقيام المزيد من العشوائيات المحرومة من كل الخدمات الأساسية. هذا وفي الوقت الذي يستغل فيه الفاسدون ضعف هيبة القانون والمؤسسات الرسمية لنهب البلاد والعباد، تجبر فيه أزمة السكن الكادحين على اللجوء لحلول غير مفيدة أحياناً، مما يشكل إدانة "لأولياء الأمور" على تخلفهم وتهاونهم في تنفيذ واجباتهم بتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين وضمان حياة كريمة لهم على ضوء الدستور الذي يدعّون حمايته والتمسك به.
شنو السبب؟!
تجاوزت معدلات البطالة نسبة 16 في المائة، مسجلة ارتفاعا بين النساء بشكل أكبر مقارنة بالرجال، لأسباب تتعلق بقلة فرص العمل لا في القطاع الحكومي المُخرب والذي لا توجد أي خطة لإعادة إعماره ولا في القطاع الخاص الإنتاجي، الضعيف والمهزوم في الصراع على السوق مع البضائع المستوردة. هذا وفي الوقت الذي يضيف فيه المختصون سبباً بارزاً آخر يتمثل في تخلف التعليم وعجز مؤسساته شبه المنهارة عن تأهيل كوادر قادرة على العمل في بعض الفرص القليلة التي توفرها المشاريع الإستثمارية في البلاد، يتساءل الناس عن سبب نسيان هذه المشكلة العويصة في عام الإنجازات الذي انقضى!
أم الربيعين
حذر أحد النواب من العواقب الخطيرة للضغوط المتواصلة على المواطنين في محافظة نينوى، من قبل جهات سياسية ومسلحة متنفذة، كفرض مبالغ مالية عليهم ومنعهم من البناء في محيط المدينة وداخلها والعبث بخياراتهم الانتخابية، مناشداً الحكومة الإسراع بالتدخل لفرض هيبة الدولة وتنفيذ القانون على الجميع وبشكل عادل. الناس الذين يكررون تعاطفهم مع أم الربيعين التي عانت الكثير من الويلات إبان الإحتلال الإرهابي الداعشي، يضّمون صوتهم لهذه المناشدة، فالعدل والحريات الديمقراطية أساس الحكم وصمام آمان وحدة أبناء شعبنا بكل مكوناته وتفعيل الأخاء بينهم ضمن التنوع الجميل، وإنجاز الإعمار الذي تستحقه الغالية أم الربيعين.
كفى!
في خضم صراعها العسكري مع معارضيها الكرد من مسلحي حزب العمال الكردستاني، شنت القوات التركية المحتلة لمساحات من أراضي بلادنا مؤخراً، سلسلة اعتداءات في كارة ومتين وكردجان ودهوك، راح ضحيتها خمسة مدنيين وتم إحراق دور ومزارع في المنطقة، كما استشهد ثلاثة من جنودنا البواسل. هذا وفي الوقت الذي تسعى فيه أنقرة لزج أبناء قواتنا المسلحة في صراعها الخائب هذا، وتحاول إيهام الناس بأن الضحايا هم من المقاتلين الذين تطاردهم، يتساءل الناس عن المدى الذي سيستمر فيه هذا الغيّ، وهم يرون "أولياء أمورنا" يستقبلون بالإحضان القيادات التركية، دون أن نسمع منهم احتجاجاً أو حتى عتاباً على ما يحدث.
لا تگول سمسم!
أعلنت وزارة الزراعة عن إضافة 1.5 مليون دونم إلى الرقعة الزراعية لعام 2025، وهو ما بعث الأمل لدى قطاعات واسعة من الفلاحين على تحسين انتاجهم وبالتالي مستواهم المعاشي. هذا ويحذر مختصون عديديون من صعوبة الوصول إلى هذا الطموح في ظل عدم اعتماد تقنيات الري الحديثة وتقليل استهلاك المياه، والضبابية التي تلف المفاوضات مع تركيا وإيران للوصول إلى اتفاقيات تضمن للعراق حصصاً عادلة من المياه، إضافة إلى تدني الاستثمار في مشاريع تحلية المياه واستخدام المياه المعالجة وعدم التوجه نحو الزراعة الذكية التي تعتمد على التكنولوجيا لتحسين الكفاءة، رغم كل ما نسمعه من تصريحات.