مأساة الشباب
أعلنت السلطات الأمنية عن اعتقال عدد جديد من المنتمين إلى ما تسمى "جماعة القربان" التي نشطت في الفترة الأخيرة على وسائل التواصل الاجتماعي وفي احتفالات خاصة، وسببت إقدام بعض الشباب على الإنتحار بطرق بشعة وبثت رعباً مشروعاً بين الأهالي من تأثيرها على أبنائهم وبناتهم. هذا وفي الوقت الذي تعتبر فيه المراجع الدينية هذه المجموعة وطقوسها مخالفة للقيم الصحيحة، يمثل انتشارها دليلاً على ما يعانيه شبابنا من محن جراء غياب فرص العمل والتأهيل وتفشي الأمية الأبجدية والثقافية في صفوفهم وندرة منتديات الاستفادة من أوقات الفراغ والتساهل الغريب مع مروجي الخرافة والجهل والمخدرات بينهم.
تربويون أم شرطة قمع!
اشتكت جمهرة من طلبة السكن الجامعي من صرامة الإجراءات المتخذة فيه كمنع الهواتف الذكية وتقييد أوقات الخروج ونقص الخدمات الأساسية كالمياه والكهرباء واكتظاظ الغرف وتحميلهم تكاليف الصيانة وانتهاك حرياتهم وخصوصياتهم من قبل المسؤولين في قضايا لا علاقة لها بعملهم. هذا وفيما يحّمل هؤلاء وزارة التعليم العالي مسؤولية هذه المشاكل لإهمالها الأقسام الداخلية بشكل كبير، يطالب الأهالي ليس بتحسين الأمكنة وجعلها لائقة بحياة الشبيبة فحسب، بل وأيضاً الدقة في اختيار المسؤولين من المتخصصين ومتابعة تنفيذهم لخطط تربوية تحول هذه المساكن إلى بيئة تعليمية واجتماعية ومحطات راحة وتمتع وتعليم لساكينها.
من ينتبه للعشوائيات ؟!
كشفت تقارير حديثة مستلة من مجريات التعداد السكاني عن معاناة كبيرة يعيشها سكان الأحياء العشوائية، سواء في غياب الخدمات الأساسية كالتعليم والرعاية الصحية والصرف الصحي، أو في تفشي الأمية والتسرب من المدارس والعيش في فقر مدقع وتحت سطوة العصابات ومافيات المخدرات، أو في امتهان كرامة المرأة وحقوقها وارتفاع أسعار العقارات وكثرة النفايات والأوساخ، في ظل غياب أي مستوى من الإهتمام الحكومي بهذه الشريحة الكبيرة من الشعب والتي فاق تعدادها الأربعة ملايين نسمة، فيما ينعم بحصتهم من الدخل الوطني حفنة من الفاسدين المسؤولين عن خراب البلاد وتدهور أوضاعها وتفاقم التفاوت الطبقي بين مواطنيها.
فشل مع سبق الإصرار
أعلنت منصة الطاقة الأمريكية عن خسائر مادية بلغت 15 مليار دولار في ميدان صادرات النفط العراقي خلال العام الماضي فقط، بسبب فشل الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان في التوصل إلى صيغة يعاد من خلالها تصدير أكثر من 400 ألف برميل يوميًا إلى الأسواق العالمية، وهو فشل مضى عليه حتى الآن 21 شهراً. هذا ورغم اتفاق بغداد وأربيل على حل يرضي الطرفين ويجد مخرجاً للأزمة، فإن أيد خفية أعاقت وصوله إلى البرلمان لإقراره كي لا يتسنى للحكومة تنفيذه، مما يدل على "حرص أولي الأمر" الشديد على موارد البلاد وحاجتها للاستفادة من تصدير ثروتها الوطنية.
الطفولة المنتهكة
أعلنت سلطات الأمن عن تفكيك شبكتين تعملان على استدراج الأطفال واستغلالهم في التسوّل وفي أعمال غير مشروعة في جانب الرصافة من بغداد، استناداً إلى معلومات استخبارية دقيقة، وذلك في سلسلة نشاطات مكثفة أثمرت عن الإطاحة بعشرات العصابات الخطيرة. هذا وفيما يؤكد المختصون على أن هذه الظاهرة الغريبة عن قيم مجتمعنا قد تنامت في الآونة الأخيرة جراء الفقر وضعف الأمن وظروف النزوح والحروب، فإنهم يحمّلون الحكومة مسؤولية الفشل في عدم إيواء الأطفال المشردين وتوفير حياة كريمة لهم ولعوائلهم ومراقبة وتصفية المافيات التي تعتاش على استغلالهم، مطالبين باتخاذ إجراءات حازمة لإجتثاث هذه الممارسات الإجرامية.