اخر الاخبار

كيف حال الشعب إذن؟

كشفت عدد من أعضاء مجلس النواب في دوراته الحالية والسابقة عما تعرضن له من أشكال المضايقات والضغوط لمنعهن من أداء دورهن، انطلاقاً من عقلية ذكورية متخلفة لا تؤمن بحقوق النساء ولا بقدراتهن السياسية والإدارية.  وكان من أبرز تلك الممارسات منعهن من إبداء الرأي وتكميم أفواههن وشطب كلامهن من المداولات، وحجب المعلومات عنهن وابتزازهن ومساومتهن وممارسة "التسقيط الأخلاقي" ضدهن وتسخير الجحوش الإلكترونية لهذا الهدف. الناس الذين صعقتهم هذه التصريحات، يتساءلون عن زيف الإدعاء بالديمقراطية وحقوق المواطن، إذا كان هذا حال المرأة النائب، التي تمثل 100 الف عراقي وعراقية، عندما تختلف مع المتنفذين.

سرّ علني

أحيل رئيس هيئة النزاهة إلى القضاء بتهم مختلفة، منها اعترافه في تسجيلات صوتية بمشاركته في ملف فساد. وتمت الإحالة دون أن يقوم مجلس النواب، الذي يُعتبر دستورياً مرجعه الرسمي، بسماع ما بحوزته من تهم فساد خطيرة تمس متنفذين مهمين، ادعى بأنه مستعد للحديث عنهم في جلسة علنية للبرلمان، ودون أن يأخذ القضاء بإدعاءاته تلك كقرائن. هذا وفي الوقت الذي يعّد فيه الرجل، ثالث رئيس للهيأة يحال للقضاء بتهمة الفساد من خمسة رؤوساء توالوا عليها، يتساءل الناس عما إذا كانت هناك أسباب للفشل المتكرر باختيار رئيس للنزاهة، أم أن هناك اسرارا خطيرة أكبر وراء ذلك.

خوش تخطيط

توقعت اللجنة المالية النيابية، أن تبلغ الإيرادات غير النفطية في العام القادم 30 تريليون دينار، اي ما يعادل 20 في المائة من واردات الموازنة، وذلك عبر تفعيل جباية الكهرباء والضرائب وإيرادات المنافذ الحدودية وعائدات البلديات. الناس الذين يقلقهم كثيراً فشل الحكومات المتعاقبة في تعديل الطابع الريعي للاقتصاد، خاصة مع المخاوف من انخفاض أسعار النفط، يرون في هذه التوقعات تعبيراً عن التخبط، فهذه الزيادات لا تمثل تطوراً في نشاطات اقتصادية إنتاجية وخدمية جديدة، بل إثقالاً على المواطنين ليسددوا جانباً من العجز في الموازنة، لم يكونوا مسؤولين عنه، بل جاء نتيجة فشل "أولي الأمر" في إدارة البلاد.

القتل بالكبريت

باشرت القوات الأمنية بإزالة 46 موقعاً لصهر المعادن في العاصمة لتخليص سكانها من انبعاث رائحة الكبريت، فيما حددت وزارة البيئة أسباباً أخرى للظاهرة تمثلت في حرق الوقود الثقيل المتمثل بالنفط ومن بواعث مصفى الدورة ومحطة الطاقة الحرارية ومحطة القدس ومعامل الإسفلت والطابوق والحرق العشوائي للنفايات. هذا وإذ يتفق الخبراء مع رأي الوزارة، يحذرون بشدة من المخاطر الصحية للمشكلة كامراض الجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية والسكتات الدماغية ومشاكل في الجلد وتلف الاسنان والأمراض العصبية، إضافة إلى ما يسببه تفاعل اكاسيد الكبريت مع بخار الماء من مشاكل بيئية كتلوث الهواء والأمطار الحامضية التي تحطم الحياة المائية وتدمر الغابات.

ما السبب؟

اعترف محافظ بغداد بأن وصول عدد سكان العاصمة إلى 11.5 مليون نسمة، يعيق قدرة مسؤوليها على تلبية حاجة المواطنين من الخدمات لاسيما وإن الموازنات الانفجارية لا تغطي الحاجة المطلوبة من البنى التحتية لجميع مناطق بغداد، داعياً إلى إحالة تنفيذ المشاريع الخدمية للقطاع الخاص. هذا وفيما يشم من هذا الإعتراف بالفشل، مسعى خفياً لخصخصة الخدمات وتحميل المواطن اعباءً مالية أكبر لصالح الطفيليين والفاسدين، يطالب الناس "أولي الأمر" بتبني إستراتيجية شاملة تضع حلولاً لأزمة السكن وتوفير الخدمات كالكهرباء والماء والنقل العام والبيئة النظيفة، بإعتبارها حقوقاً دستورية للعراقيين، أو ليتنحوا عن كراسيهم لمن يستطيع تحقيق ذلك.