ماكو خبز، أكلوا تفاح!
احتلّ العراق المرتبة الثالثة عالمياً باستيراد التفاح خلال العام 2023، وفق ما ذكرته وزارة الزراعة الأميركية، حيث تم استيراد 341 ألف طن من هذه الفاكهة (أكثر من 2.5 مليار ثمرة)، بنحو 100 مليون دولار. هذا وفيما تكشف أية معادلة حسابية عن أن استهلاك هذه الكمية، كان يتطلب من كل عراقي تناول تفاحتين على الأقل أسبوعياً وطيلة السنة، تفضح هذه الإحصائيات حجم الأموال التي تُهدر في صفقات استيراد مزيفة، إذ لا يمكن لأحد أن يصدق بأن عشرة ملايين فقير، حسب تقديرات الحكومة، ظلوا جياعاً بعد استهلاكهم لكل هذا التفاح أبو خدين.
«شايلوك» القرن
اكتشف المقترضون لغرض شراء مسكن، بأن الفائدة التراكمية التي يفرضها مصرف الرافدين الحكومي تصل إلى 50 بالمائة من قيمة القرض، إضافة إلى تأمين إجباري بعدة ملايين من الدنانير سنوياً. وتسري هذه الطريقة، التي لا تتناقص فيها الفائدة رغم تناقص أصل القرض جراء دفع الأقساط، على جميع القروض التي يضطر المواطنون لاستدانتها. هذا وفيما تسمح الحكومات للأغنياء بغسل أموالهم في عقارات لا تناسب أسعارها حتى أصحاب الدخول العالية، وتخالف منذ عقدين نص المادة 30 من الدستور التي تُلزم الدولة بتأمين السكن الملائم للمواطنين، تقوم بعض مؤسساتها باستغلال حاجة العوائل لمأوى، فتسرق قوتهم حسب التعليمات.
الرياضة ليست استثناء
أعرب العداء العراقي طه حسين عن عدم رضاه من احتلاله المركز الثالث عشر في تصفيات سباق 100 متر عدو للرجال بأولمبياد باريس، متراجعاً بسبع مراتب عما حققه في أولمبياد طوكيو، محمّلا الحكومة مسؤولية فشل الرياضيين العراقيين في مختلف الألعاب، بسبب القصور في الدعم المادي. هذا وتؤكد النتائج الكارثية التي خرج بها وفدنا إلى الأولمبياد، والتي كان أبرزها الهزيمة الثقيلة لمنتخبنا لكرة القدم، على أن قطاع الرياضة لا يمكن أن يكون استثناءً من التدهور الشامل الذي تشهده جميع ميادين حياتنا في ظل منظومة المحاصصة، التي تسمح بتفشي الفساد وتطبق يد بعض المتنفذين الفاشلين على عنق الوطن.
اقرأوا الدستور على الأقل
أفاد المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان بأن العراق يحتل المرتبة الرابعة عربياً في عمالة الأطفال، حيث يتركز ذلك في قطاعات الصناعة والزراعة والخدمات، ولاسيما ورش تصليح السيارات والمعدات وتلميع الأحذية، مما لا يحرمهم من التعليم والراحة والنمو الطبيعي فحسب بل ومن كل مباهج الطفولة، ويعرضهم لأبشع اشكال الاستغلال وفي مقدمته الاستغلال الجنسي. هذا وفي الوقت الذي يحتج فيه الناس على هذه المآسي، يطالبون «أولي الأمر» بوقفة عاجلة لمنع استمرارها، وبإعادة قراءة الدستور الذي يُلزمهم بتوفير المقومات الأساسية لحياة حرة وكريمة للأطفال، إذ يبدو إنهم لم يقرأوه أو لا يتذكرون ما فيه من حقوق للعراقيين.
خوش تآخي!!
أعلنت الكنيسة الكلدانية في كركوك والسليمانية عن بقاء ما يقارب ألف عائلة مسيحية في المنطقة، بعد أن نخرت الهجرة المكّون، حين ترك البلاد المئات من العوائل المسيحية وهاجروا إلى دول الاتحاد الأوربي وأمريكا وأستراليا وغيرها من الدول بسبب أعمال العنف وتردي الأوضاع الامنية، واستهدافهم من قبل المجاميع الإرهابية المختلفة، والاستيلاء على عقاراتهم، ففي كركوك وحدها تم نهب 89 عقاراً من قبل أشخاص متنفذين وأحزاب مسلحة. هذا ويعاني المسيحيون في مختلف أرجاء العراق من مشاكل التمييز وغياب تكافؤ الفرص جراء المحاصصة، ومن سرقة عقاراتهم وأملاكهم بشتى صور الاحتيال والتزوير، التي تحميها قوى فاسدة متنفذة وعصابات وسلاح منفلت.