چا وينه حچيك ذاك؟
مع اقتراب الحرارة إلى نصف درجة الغليان، ومع التراجع المهول في ساعات تجهيز المواطنين بالطاقة، كشف بعض الخبراء عن وجود عجز في انتاج الكهرباء يصل إلى 30 بالمائة، حيث تبلغ حاجة البلاد 35 ألف ميغاواط، فيما تزعم السلطات بأنها تنتج 24 ألف ميغاواط حالياً. هذا وفيما تصاعد غضب الناس المكتوين من عذابات هذه المشكلة، راحوا يستذكرون بسخرية وعود وزارة الكهرباء، بأن هذا الصيف سيكون أفضل من سابقه، مناشدين من بقي لديه ضمير، أن يرفع صوته محتجاً على نهب مليارات الدولارات في هذا القطاع، وأن يطالب بإصلاحه ومعالجة تسعيرة ونظام عمل المولدات الأهلية.
ضد الدستور
احتل العراق، وفق منظمات حقوقية، المرتبة الرابعة عربياً، في عمالة الأطفال بعد اليمن والسودان ومصر، حيث بلغت النسبة 4.9 بالمائة من الصغار، وذلك بسبب انخفاض دخل الأسرة وارتفاع معدلات البطالة والفقر والنزوح والعنف الأسري وضعف منظومة التشريعات القانونية الخاصة بحماية حقوق الطفل. هذا وفي الوقت الذي قدّر فيه عدد الإطفال العراقيين في سوق العمل المليون طفل، انتشرت بين هذه الفئات العمرية الصغيرة المخدرات والسرقة والتسول والتهرب المدرسي، فيما قيّمت وزارة العمل الحالة بأنها الأسوأ في تاريخ البلاد، مما يعّد اعترافاً بتخلي حكومة المحاصصة عن مسؤولياتها الدستورية تجاه الإطفال وبالتالي تجاه مستقبل العراق.
عقدٌ على المأساة
مرت الذكرى العاشرة لسقوط مدينة الموصل الحبيبة بيد عصابات داعش الإرهابية وما أسفر عنه من جرائم مروعة ضد الناس والعمران. ورغم احتفاء المدينة والوطن كله بالقضاء على داعش، فإن الكثير من الآثار السلبية للمأساة لما تزل موجودةً، كعدم استقرار الوضع الأمني وتفشي الفساد والسلاح المنفلت، والضعف الشديد في المنظومة الصحية، وعدم تطبيق مفردات العدالة الانتقالية، وفرض الإتاوات والعمولات على مشاريع الإعمار، وتغول بعض الفاسدين وسيطرتهم على عدد من العمليات التجارية غير المشروعة، وتخلف التعليم وتفاقم أزمة السكن ونهب عقارات المسيحيين، وعدم معالجة الأسباب الاقتصادية والاجتماعية والنفسية التي تعيق عودة المهاجرين بسبب الإرهاب.
من أين يبدأ الإعوجاج؟!
حددت لجنة الاستثمار النيابية، سبب ارتفاع أسعار الوحدات السكنية الاستثمارية، بعدم وجود عقد ملزم للمستثمر مع وزارة المالية، مما يتيح له بيع الوحدات إلى آخرين ليتمكنوا من بيعها بدورهم بأي سعر يشاؤون. وحمّلت اللجنة مسؤولية هذه الثغرة لهيئات الاستثمار، التي لم تراقب الأرقام المختلفة بين الواقع وبين الجدوى الاقتصادية التي حددت للمشروع، ولم تتخذ أي اجراء عقابي أو حتى مجرد إنذار للمخالفين. هذا ويعتقد الناس بأن من الصعب أن يقتنع المرء بحدوث هذه الأخطاء، جراء الإهمال وحسن النية، وأن يتناسى حجم الفساد الذي ينخر هذا القطاع ويسبب كل هذا الفشل في حل أزمة السكن.
نجاحات رغم التخريب
تجاوزت كمية المواد المخدرة المضبوطة خلال النصف الأول من هذا العام، الطن ونصف الطن، ليتجاوز حجم المؤثرات العقلية المصادرة خلال العامين الماضيين، خمسة أطنان، ولتبلغ الأحكام القضائية الصادرة بحق مدانين خلالهما عشرة إلى اربعة عشر ضعفاً مقارنة بعامي 2022 و2021. كما تم تفكيك 20 شبكة دولية و204 محلية. هذا وفيما يشيد الناس بنجاحات قواتنا الأمنية في مكافحة هذه الأفة الخطيرة، يطالبون بفضح هذه الشبكات وداعميها وقطع دابر الفساد الذي يغذيها ووضع برامج توعوية، وخاصة بين الشباب للحد من ضحاياها، ورفع درجات الحيطة في المدارس والجامعات، الأكثر استهدافاً في الأونة الأخيرة.