فشل وخداع

 

أكد عضو في اللجنة المالية النيابية، على وجود ترهل كبير في المؤسسات الحكومية نتيجة سياسة التشغيل غير المدروسة وتزايد أعداد متعددي الرواتب والفضائيين، محمّلاً البرلمان مسؤولية الإغراق الوظيفي، خاصة بعد تعيين 175 ألف مواطن في درجات وظيفية جديدة، بحيث زاد عدد الوظائف عن ثلاثة اضعاف حاجة البلاد اليها، مما يهدد بانهيار الاقتصاد. هذا وفيما بات جلياً، بأن المحاصصة الحزبية والزبائنية والبحث عن موالين، هو ما يقف وراء هذه المشكلة المعقدة، يرى الناس بأن توفير فرص عمل مناسبة وتقليص البطالة والقضاء على الفقر، لن يتحقق الاّ بالخلاص من الاقتصاد الريعي وتطوير المؤسسات الانتاجية.

عدوان خريّ مريّ

شهدت بلادنا مؤخرا سلسلة اعتداءات عسكرية قامت بها الجيوش التركية والأمريكية والإيرانية، مما تسبب في سقوط شهداء وجرحى، وتدمير منشأت عسكرية ومدنية في بغداد واربيل ودهوك. وقد مارس مسؤولونا هوايتهم المعهودة، في التنديد بالمعتدين واستنكار افعالهم، وإن بتعابير مختلفة في شدتها ومضمونها، دون ان يثبتوا لنا كمواطنين بأنهم ملزمون بالحفاظ على هيبة البلد وأمنه وكرامته، وفق الدستور ومضامين القانون الدولي. الناس الذين يقرفهم هذا التهاون الرسمي في أداء الواجب يقترحون على أولي الأمر عندنا أن يلعبوا دور إشارات المرور لينظموا مواعيد هجمات المعتدين، كي لا تصطدم صواريخهم وطائراتهم ببعضها حين تنتهك كرامتنا.

تعميم الجوع

في تقرير موسع له عن أنشطة دعم المستوى المعيشي والتأقلم مع تبعات التغير المناخي في العراق ومشاريع التمكين، كشف برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة عن بلوغ معدل البطالة بين شباب العراق 35 بالمائة، وعن ازدياد معدلات الفقر لتصل إلى 29.6 بالمائة، اي ما تعداده 12.20 مليون مواطن. هذا، وفيما تشكل المعطيات المنشورة صدمة لسكان ثالث بلد في احتياطي النفط، يبلغ إيراده الشهري ما يقارب عشرة مليارات دولار، يرى أغلب الناس بأن لا خلاص من هذه الكارثة الاّ بإحلال دولة مدنية ديمقراطية، ضامنة للعدالة الاجتماعية، محل منظومة المحاصصة والفساد، التي أوصلت البلاد إلى خراب شامل.

هل هناك من يهمّه الأمر؟

أصدر مجلس التصنيف العربي للجامعات، تصنيفه الأول لعام 2023، والذي يقّيم 115 جامعة في 16 دولة عربية، على أساس التعليم والتعلم والبحث العلمي والإبداع وريادة الأعمال والابتكار والتعاون الدولي والمحلي وخدمة المجتمع. وقد تبؤأت جامعة بغداد الموقع 21 في هذا التصنيف، فيما احتلت ثلاث جامعات عراقية مواقع لها في أسوأ عشر جامعات عربية، وتوزعت 13 جامعة عراقية أخرى في الثلث الأخير من القائمة. هذا وإذ يشكل هذا التصنيف مثالاً آخر على تدني مستوى التعليم العراقي، فهو يطلق إنذاراً جديداً، يستلزم الإعتبار منه والإسراع برسم استراتيجية سليمة لأنقاذ جامعاتنا مما وصلت إليه من خراب.

ما خفي أعظم

استقدمت محاكم النزاهة في الديوانية مديري البلدية والحسابات السابقين ومسؤولي المخزن والورشة ولجان تدقيق الكشوفات لهدرهم ثلاثة مليارات دينار في مشتريات يشوبها الفساد، فيما تم ضبط مخالفات بقيمة 3.9 مليار دينار في التوقيفات التقاعديَّة. كما رصدت هدراً بأكثر من 150 مليون دينار في عقد شراء أجهزة طبية لدائرة الصحة وبمبلغ 100 مليون دينار أخرى في مستندات المخازن بالدائرة. وكان آخر فضائح الفساد ضبط مدير الشركة العامة للإسمنت، لتقاضيه رشوة بمبلغ 200000 دولار مقابل إحالة مشروع تأهيل وتشغيل أحد المعامل في محافظة نينوى. هذا ويأمل الناس أن تصل المحاسبة لكبار الفاسدين، فبغير ذلك لن ينتهي الفساد.

عرض مقالات: