اخر الاخبار

بثيابهم المنزلية

وبدون وصايا

ومحاكمات وعزاءات

تناثرت عظامهم

وجماجمهم المعصوبة

بالطلقات

دماؤهم تيبّست

لكن دموع أمهاتهم

لم تتيبس بعد

وكذلك الصرخات التي

أطلقوها لإيقاظ السماء

من سباتها لم ينتظروا

قرار الموت طويلا

لكن باب انتظار

ذويهم لعودتهم

مازال مفتوحا

على مصراعيه

ملامحهم

أكلتها الأرض

واختلطت مفاصلهم ببعضها

لذلك قالت أم ٌ لجارتها المنكوبة:

أعيدي إلي ترقوة ابني

وهاك إبهام أخي

تذكار موت جماعي

يا ترى.... ما الفكرة التي دارت

في هذه الجمجمة الصغيرة

قبل إطلاق الرصاص عليها؟

أيها الجلاد

كان الأحرى بك

أن تزرع عليها قبلة

بدلاً من طلقتك الحاقدة

امرأة ملفوفة بعباءتها

إنها تحافظ

على أسرارها

لكن سراً ما

تسرب إلى أذن عميقة

وأودى بها في هذه الحفرة

أب ٌ قبّل جمجمة ابنه

الذي خرج من أحضانه

 للمدرسة وعاد إلى السماء السابعة

على عجالة من أمر الوطن

وآخر اكتفى بالفك الأيسر

من شقيقه الذي عرفه

من حشوة مؤقتة

لسنّ الغزال نقّبوا الوطن جيداً

نقّبوه ... ستجدون

في كل شبر جثة وفي كل جثة طلقة

ووراء كل طلقة ديكتاتور ووراء كل ديكتاتور

سلسلة

من المقابر الجماعية