اخر الاخبار

رغبة جامحة انتابته هذه الظهيرة الصيفية الساخنة التي طردت من عينيه المتعبتين نعاس القيلولة التي يعشقها بشغف، وتحالف التيار الكهربائي مع مكنونات عقله، رغبة هزته من الاعماق، احضر أوراقه، استل قلمه، أراد ان يكتب اليوم كما الادباء في الصحف والمجلات ويدخل في مصاف المشاهير، كانت المفردات تخونه، تهرب من بين يديه، يكون في أسوأ حالاته المزاجية، يسائل نفسه عن السر الغريب والمجافاة غير المعقولة، أقسم بأن لايغادر الغرفة إن لم يكتب شيئا، لاحت فكرة، بدأ يكتب، وضع عنوانا ظاهرا في منتصف الورقة، كتب اسمه في الزاوية اليسرى، حرص على وضع لقبه من أجل الشهرة المقبلة، كتب سطر واثنين، توقف فجاة، سقط القلم من تلقاء نفسه، أخذ منه التعرق مأخذا عظيما، توترت اعصابه، صفع الطفل الذي يحبو منتشيا حوله، خط أربعة أسطر في ورقة اخرى، عدها الخامة التي منها سيحوك كلماته،كلمات ستجعل من محمود جنداري وزعيم الطائي تلاميذ في حضرته، خط السطر الاول، هربت الكلمات ثانية، نظر بامعان الى عنوان قصته، استبداله مرارا، لملم اوراقه المبعثرة، لاحت له فكرة: لاكتب عن معاناة صديقي رشيد وانا الملم بمداخل الكلمات ومخارجها

ترك العنان لخياله وراح يكتب:

تورط صديقي رشيد وقرر اكمال نصف دينه في ظل ظروف معقدة وهو يعلم النهاية جيدا ،لم تعجبه المقدمة، اعاد صياغة الحروف ،كان ياما كان في حاضر العصر والزمان كان في محلتنا القديمة شاب ممتلئ القوام حسن النظام محبوب من جميع الانام له وجه صبوح وانف مملوح،  الح عليه الاهل والجيران ان يتزوج، نزل رشيد عند رغبة السواد الاعظم وقرر ان يفعلها، اقترض المليون والمليونين باقساط مزعجة يدفعها عند الطلب توصله إن لم يسددها للحبس، عاش سبعة أيام من العيش الرغيد، ارتشف من العسل انقاه، كان يضحك ملئ شدقيه من الذين يفضلون الجنة على الزواج، وبسرعة انتهت ايام العسل وصاحا من حلمه الجميل، نفذ مصروف البيت والحب معا وهربت شركات الإعمار واستغنت البلدية عن عمال النظافة، ازدادت قوائم الطلبات، تأمل في موجودات البيت الفتي، ما فائدة اغراض الشتاء في هذا الصيف اللاهب؟ سينهزم الارهاب وتعود شركات الإعمار في الشتاء،  مضى الصيف سريعا وحل الشتاء مبكرا، باردا صقيعه يدك العظام ويتوغل في الكيان ،اضطرت الزوجة الى المكوث عند اهلها حتى تتوفر اغراض الشتاء، تأمل ثانية في الأغراض، كان السمسار يعد له نقودا حارة عن اغراضه الصيفية سينتهي كل شيئ في الصيف وينهزم الارهاب وتتوفر فرص العمل، لم تجلب نقوده سوى موقد صغير، عاد به الى البيت مسرورا، طرق الباب ، هاله المنظر، كانت ورقة معلقة على باب الدار مكتوب فيها: حبيبي رشيد غادرت البيت بعد أخذ ما تبقى من الأغراض ساعود مع فصل قصتك الجديد وهزيمة الارهاب وعودة شركات الاعمار

المخلصة دائما.... زوجتك..

عرض مقالات: