اخر الاخبار

ان كنت ترى

فأنا أرى ما لا ترى

وطني منحوتاً كهيئة خنجر

اقبض عليه بكف يدي

قد خلق ليقهر لا ليُقهر

هو طوع ارادتي

هو ما اتنفس من هواء

هو رغيف الفقراء

هو طلق الولادة حين تُعسر

هو تراتيل الذين رحلوا وما رحلوا

هو حرية القيد ان اشتد في ظلمة السجن

فتحتار من منا الذي يؤسرْ

سجان مثقل بهاجس الخوف من سكوني

وأسيراً يرفرف بأجنحة لا تكسر

**

ترى ما لا أرى

تفتح عينيك مغمضة

ملء اتساعها

فتجد افقا ينقبض حولك

ويطبق عليك كالورى

محيطاً قد أعياه التخبط بين جدران صدئةٍ

لا يعرف كيف يسير والى اين المصير

لكنني أرى ما لا ترى

انا مشدوداً كالوتر

ما بين سهمين ان رمى

كل ما على هذه الأرض يخصني

فصيح لغتي.. ولكنتي الكنعانية

قبر جدي في الكرمل الأخضر

وحصيرته المطوية

لي فيها ذاكرة ابي

وفرص ابيض يعوم في بحر حيفا لا يعثر

لي فيها مهابة الحق

ذاك الذي تخشاه

فتصغر امامي وتصغر

انا من هنا

انت من هناك

انا من هنا

بسحنتي وطوية كوفيتي

بمواويل الميجنا

بعفوية فرحتي

وتطرف غضبي

بصلتي بابن بلدي والشجر

تعرفني حتى القبور التي تحتضن رفات البشر

ويعرفني الحجر

ذاك الذي ارجمك به

كشيطان ان حضر

وانت من هناك

من بلاد بعيدة

لم تسقط عنك الهوية

ولا ترى الا عقدك الخرافية

انت تخترع الأشياء لتثبت وجودك

وانا الوجود ينبت بين خطاي الأولية

فاكتئب

حين تراني كما تشاء

لأنك لا تعلم ان كنت ستمضي حياً

او تنتهي بطعنة خنجر

لا شيء حولك يشعرك بود المكان

لا الشجر

لا الحجر

لا حواجز الجدران

وطني منحوتاً بلا قلم

خنجر يتدلى على خاصرة امةٍ

تؤجل فرحتها

حتى تنطفئ نيران الفتن

وطني خلاصة الحكاية

ومفتاح الزمن

ذاك ما أراه

اليوم وغداً

عرض مقالات: