اخر الاخبار

يحيى السماوي، شاعر الألم العراقي المعتق، مثلما هو شاعر الغد المضئ والمرتقب. له من الاعمال الشعرية الكثير.. وله من الغربة والوطن بصمات اثيرة لا يمكن ان تغيب عن قصائده الحية.

هنا حوار موجز معه:

- من هو الشاعر يحيى السماوي؟

  • هو ابن أم قروية وأبٍ بدأ حياته بقّالاً يعرض بضاعته على رصيف من أرصفة المدينة قبل أن يمنّ الله عليه برزقٍ حلالٍ وفير فصار ذا نعمة مباركة بعد الطفرة الإقتصادية التي أعقبت تأميم النفط في السبعينيات الميلادية حيث افتتح مكتبا لتجهيز بعض مواد البناء والإنشاءات الأهلية والحكومية.

- الحرية اين موقعها بين قصيدة الغربة وقصيدة الوطن؟

  • قصيدة الغربة تُكتب في ظل فضاء الحرية الشاسع بينما القصيدة التي تُكتب داخل الوطن فشاعرها يكتبها بحذر شديد، يمشي بين سطورها كما لو أنه يمشي في طريق مليء بالألغام ـ وبخاصة إذا كان الشاعر معارضا للنظام الحاكم..

- ما موقع كلكامش وألق تشرين في شعرك؟

  • أصدرت قبل بضعة شهور ثلاث مجموعات شعرية هي (التحليق بأجنحة من حجر) و (فراديس إينانا) وكلتاهما تتناولان موضوعة العشق الحسي / العرفاني مستخدما فيهما شخصيات من ملحمة كلكامش، أردت من خلالهما نشر ثقافة الحب / العشق بوصفهما البديل لثقافة الكراهية وإلغاء الآخر... أما المجموعة الثالثة فهي (جرح أكبر من الجسد) تناولت فيها هموم الشعب العراقي في ظل الفساد السياسي والمالي وصراع دِيكة أعضاء المحاصصة من أجل الإستحواذ على السلطة ومفاتيح بيت مال الشعب ـ وهو صراع ما كان سيحدث لو ان مستنقع المحاصصة لم يكن الحاضن لكل جراثيم الفساد.

 كتابي الجديد سيكون على غرار مجموعتي (ملحمة التكتك) أتناول في نصوصه نضال “ التشرينيين “ من أجل تحقيق المطالب المشروعة للشعب العراقي بالحياة اللائقة بالكرامة المتأصلة في الإنسان ووضع حدٍّ للفساد والإنفلات الأمني والسلاح الميليشياوي المنفلت  ـ وهي جميعها مطالب مواطني السماوة كما هي مطالب مواطني جميع المدن العراقية.

- حضورك الدائم في الجامعات والاتحادات الأدبية.. ما الذي اضفته وما الذي اضافه اليك؟

  • أضاف لي الكثير، فقد قدّمت لي الدليل على حقيقة أن المستمعين يريدون سماع الشعر الذي يعبر عن معاناتهم وتطلعاتهم وأمانيهم وليس عن همومي وتباريحي ومعاناتي الشخصية..

- انت مرحب بك في وطنك ومدينتك.. هل هناك فكرة عن الإستقرار بعد طول الغربة؟

  • بالتأكيد ياصديقي، فزيارتي الحالية كانت من أجل تأمين مستلزمات إقامتي الدائمة في السماوة على صعيد السكن، وأيضا لشراء أرض مقبرة يتوسّدها جثماني ذات غد ـ أرجو ألّا يكون قريبا بإذن الله ـ في وادي السلام في النجف الأشرف في وطني الذي ناضلت من أجله عقودا عديدة  متحمّلا أقسى العذابات ولم أحصل فيه ولو على بضعة أمتار مربعة ـ بل ولم أحصل فيه حتى على حقوقي التقاعدية مع أنني عيّنت مدرسا عام 1974!

- يحيى السماوي شاعر تقدمي، عاش الإغتراب بسبب المطاردة من قبل السلطة السابقة، اما زال اليسار راسخاً في مواقفك؟

  • يمكن للإنسان أن يُغيّر قلبه ـ ولكن : هل يمكن له تغيير نبضه؟

أرجو ألآ أكون مبالغا في قولي إنني أشعر كما لو أن أمي قد أرضعتني الفكر اليساري مخلوطا مع حليب الأمومة..

- كتبت عن الطفولة  وما يعانيه الأطفال من بؤس وضياع في بلد الفقر والفساد.. ألم تتغير المعاني والصور في قصائدك؟

  • كتبت عن الطفولة وأنا في ربيع شبابي كما كتبت عنها وأنا في خريف شيخوختي.. ونشرت قصائد للأطفال في صحيفة “طريق الشعب” وصحيفة “الفكر الجديد” قبل منتصف السبعينيات الميلادية وسأبقى أكتب عن الطفولة ياصديقي..

 - هل تعتقد أنّ حياة الأطفال بالأمس افضل من حياة أطفال اليوم في العراق؟

  • فقر الأمس البعيد أثرى من غنى اليوم... ساسة الأمس البعيد أنزه وأكثر وطنية من ساسة اليوم ودليلي نزاهة ووطنية الشهيد الخالد عبد الكريم قاسم ـ وحتى لصوص الأمس كانوا أشرف من لصوص اليوم..

لصوص الأمس كانوا يسرقون من القطيع خروفا واحدا ـ أما لصوص اليوم فيسرقون القطيع كله (طبعا أقصد لصوص مرعى المنطقة الخضراء في موريتانيا والصومال  وبوركينو فاسو)!