اخر الاخبار

أفنى عمرَه في البحث عن سرّ حجر الفلاسفة.. سافر كسندباد فقطع البراري والبحار والسهول والوديان بحثاً عن حلمه المنشود...غاص وسط أكداس من الكتب الصفراء والكراسات المخطوطة ولطالما شارك النجوم سهادها فكان يسهر حتى الفجر بل حتى بزوغ الشمس...وقبل أشهر دلّته بحوثُه عن شخصية تدور التقوّلات حولها، بأنها ربما توصٌلتْ لكشف هذا السر المستعصي..وكالعادة شدّ الرحال له... نفد ماؤه أو كاد وهو يتوسط صحراء لا يعرف أولّها منْ آخرها لكن متاعه من الزاد نفد قبل مائه... إنعدمتْ الخيارات لديه وسط ظلام الصحراء القاحلة التي كان يسمع فيها أصوات الحيوانات وهي تتناهى إليه...زال خوفه من كل شيء إلاّ من نفاد متاعه....تلاشى حلمه في العثور على سرّ حجر الفلاسفة وإنصبّ إهتمامه على البحث عن شيء يأكله.......  في أحد الصباحات، والى جوار نبتة صحراوية خالية من الأوراق، تجمّعتْ بعض الحيوانات المفترسة حول جثة بدتْ مقطّعة الأوصال وقد سُلخَ بعضُ لحمها عن العظام فبدتْ لامعة تحت وهج شمس الصباح..

صلاة

عويلُ نساءِ القرية دحرَ سكونَ الفجر ما بعد الصلاة.. لعلّه، الميّتُ، أكبر قاطني القرية عمراً والكثير منهم كانوا يعتبرونه ذاكرة القرية دون منازع.. الجميع توجّهوا نحو مسجد القرية لحضور مراسيم الصلاة عليه...... وهناك في بيوتاتها القليلة والمتفرقة، ثمة مخاض لولادات جديدة تحقّق أوّلها مع أوّل حزمة أشرقتْ لأشعة الشمس..

رقاد

مليون ليلة وليلة مرّتْ عليه وهو راقدٌ.. حلمُهُ بأنْ يستيقظ يوماً ما، ما إنفك يراوده دوماً. وأخيراً تحقّقَ له وإستيْقظ.. لكنه سرعان ما تلاشتْ لديه رغبة البقاء مستيقظاً..فقرّرَ، هذه المرة، أنْ ينام مدى الحياة..

بوح

هائماً كان بها. صورتها لا تفارق خياله، وكلّما حاول التقرّب منها ليبوح لها عمّا في قلبه، تردّد خَجِلاً ولاذَ بالصمت. وأخيرا تجرّأَ وأخبرها بكل شيء.. ولكن.... ليس في اليقظة، وانما كان ذلك مجرّد حلم مرّ به مثل نسمة ربيعية..

خلود

أفنى شطراً كبيراً من عمره في البحث عن سرّ الخلود في الحياة. طاف في مشارق الأرض ومغاربها. وأخيراً إعتقد، أو كادَ، أنه إقترب من ذلك حين صادف رجلاً غريب الهيئة، في صحراء، بدتْ في سعتها، لا متناهية. وقد وقف بزهوٍ قرب رأسِ رجلٍ كان واضحاً أنّه مات للتو وهو مرمي على الأرض فيما إنعكست أشعة ضوء شمس الظهيرة على ذرات رملها الصحراوي.رماه الرجل بنظرة، فأرعبته كما لو أنها وخزته في قلبه. أراد أنْ يتحاشى هذه النظرات وأيضا لكي يبدّدَ القلق الذي ساوره، بادره بالسؤال متعلثماً، فخرجت الكلمات متقطعة من بين شفتيه المرتجفتين” مَنْ أنت ومَنْ هذا الرجل الذي أمته دون رحمة؟؟”. أجاب الرجل الغريب الهيئة بعجلٍ” هذا الرجل هو جلجامش. أمّا أنا فلا شأنَ لك بي، وقد جئتك قابضاً أيضا لروحك”.

صوت

في لحظةٍ وقفَ مباعداً ما بين قدميه وبقامته السامقة، كان يعرف بأن الوقت ليس نهاراً ولا هو من الليل، بل لمْ يعر ذلك أيّما إهتمام. إشرأب بعنقه وبدأ يبصر نحو الأعالي ثم صاح وهو يعتقد بأنّ ما سيقوله سوف يصل لكلِّ كائناتِ المجرّات المتناهية، بل كلّ الوجود. صاح “ أنا الإنسان سيّد هذا الكون دون منازعٍ، ولكنّ أبناء جنسي تسافلَ معظمُهم ويصرّون دوماً على إجباري بأنْ أخلع آدميتي.