خلِّها بينَ عينيكَ ترسو
خلِّها عندَ بابِكَ مستلقيه
إنَّ آثامَها تستعيدُ طراوتَها الآن
قلْ أيها الموقدُ الليلَ
والناكئَ الجرحَ عمداً
قلْ ماتريدُ
وحدِّثْ ظلالَكَ في ما تريد
وبُحْ بالذي ران فيكَ
من الجرحِ
من موحشاتِ الظنون
إنها ساعةُ الدهشةِ المستقاة
من النضح
من جامحات الرُّؤى
توضَّأْهنا مرتين
إن شئتَ تجتازُ
ما بيننا من دروبٍ
وإن شئتَ في ليلكَ السرمدِّيِّ
تُرحِّلُ ماظلَّ منّا
على صخرةِ الملتقى
الى ذكرياتٍ سنبكي لها
أيقظِ الآنَ ليلَكَ
شقَّ الدروبَ الى أن تفيضَ هنا / شمسُكَ الغافيه
إنَّكَ الآن في سَفَرِ قديطولُ
وقد يبتدي المنتهون مشاويرهم
وأنت تطاردُ أشباحَ ليلِكَ جهراً
تغالبُ عن كثبٍ مارثون سويعاتِنا
لاتسلّ عن جيوبِ الطريق
وعن موعرات المدائن
لاتسلْ عن حكايتهاماهيه
انها زفرات الخطى
المتعبات التي أجهدت
كلَّ ضوءِ العيون
وطافتْ بأحلامهاالخاويه
إنها عطش الروح لما التقى
بحواء آدم كان الغديرالذي
أضاء بها الكوكبين المليئين
بالبدءِ والإنتهاء
خلِّها
تلكَ بعضُ اندلاعاتِ صمتِكَ
بعض التحامك بالضفة الثانيه
خلِّها مثلما هي
كانت وحيدةَ دربٍ
وظلت وحيدةَ دربٍ
تجوب مسافاتك النائيه
وتطوي الدروب العتاقَ
التي ألجمت كل ذاكرةالعابرين
وكلَّ الظنونِ التي
توحَّمتِ الأرضُ يوماً
فأثرتْ رمالَ دروبِكَ حينَ تخطّتْ
مع النسمات ضفافَ الفرات
وطافت بدجلةَ حتى
دعاها الدعاةعراقيةً
مثلَ جرحي
ومثلي
حينَ أرمِّم ليلي وأرسم
في حائطِي عند صمتِ العيون
هنالك
خارطةً للعراق