اخر الاخبار

أكلّمكَ كما كلَّمَ كلكامشُ اوتو

فآستمعْ كلمتي

تصلُ اليكَ مباشرةً.. اريدُها

كما تصلُ النارُ و الشظايا

أجسادَنا دون توانٍ

من القلبِ الى القلبِ أكلّمُكَ

بلا لفٍّ أو دورانٍ

أو اعتبارٍ لتراتيبيةِ الربِّ والعبدِ

هكذا.. أطرحُ عليكَ سؤالي

بشجاعةِ عبادِكَ المخلصين

لماذا انتَ مولعٌ بآبتكارِ موتِنا..؟

ترصدُنا كصيّادٍ ماهر

من أجَمةٍ الى أخرى تلاحقُنا

لتُفرغَ هول خرابِكَ علينا

و لا تكتملُ مسرّتُكَ

حتّى يفورُ تنّورُكَ

و يغرقُنا طوفانك

عُراةً لا جبلَ يعصمُنا

محشورينَ في سفينتِكَ

نجأرُ جزَعآ

و حماماتُكَ تؤوبُ كلَّ يومٍ تمطرُنا دَمآ عَبيطآ

أكلُّ هذا يا أوتو لتحرّرَنا من خَطايا لم نرْتكبْها؟

لقد فتكتَ حتّى بأوهامِنا

أخْرجْتَنا من دهشةِ أساطيرِكَ

الى سعيرِ جحيمِكَ

ضَلَّلْنا الطريقَ الى النارِ

و الطريقَ الى الصقيعِ

ضَلَّلْنا حتّى طريقَنا الى الطفولةِ

ثلاثةُ حروبٍ أفقدَتْنا الجهاتِ

و خلَّفَتْنا طَحينآ

و ها أنتذا تدخّنُ غليونَكَ

لا مباليآ.. سارحآ مع سُحُبِ دُخانِكَ

تُخطّطُ لسعيرٍ جديدٍ

في كلِّ الأوقاتِ نموتُ

قبلَ آنثيالِ الغبَشِ و نحنُ نراودُ كَسلَنا

وفي الظهيرةِ و نحنُ نشتري خبزَ أطفالِنا

وفي الليلِ حينَ نغرقُ في أرخبيلاتِ نجومِكَ

وفي طريقِنا الى أعراسِنا و مقابرِنا

 نموتُ

حتّى ونحنُ ننظرُ الى المرايا

لآقنتاصِ فرحةٍ هاربةٍ

يزاورُ ذاتَ اليمينِ وذاتَ الشَمالِ

مُتحيّنآ للانقضاض

ليسَ عليكَ أنْ تنظرَ بعيدآ

لترى جثثَنا طافحةً على الأرصفة

كحقلِ جوريٍّ داهمهُ ربيعٌ مُبكّرٌ

غبوقُنا ذُبِحَ كالخراف

وصبوحُنا تكبيراتُ الجزّارين

لموتِنا طرازٌ و تقليعاتٌ

قنابلٌ.. عرباتٌ مُلَغَّمةٌ..

فتاوى.. ذبحٌ بطرقٍ شتّى

كلٌ يجزُّ رقابَنا عَجِلآ

 حَسْبَ مِلّتهِ و آجتهادهِ

ليلحقَ بفطورٍ أو عَشاءٍ في الجنّة

أيّ خَطيئةٍ ارتكبْنا..؟

لترمي كلَّ نفاياتك علينا

كلَّ نفاياتِ عصورِكَ يا اوتو

ارهابيينَ.. أشكالآ و أرناقآ

سياسيينَ أضحكوا العالمَ الرابعَ علينا

رؤساءَ.. لا رأسَ لهم

بل لا يصلحونَ ذيولآ

طائفيينَ.. داعشَ “ ماعشَ “.. أولادَ زنا.. دلّالاتٍ

برلمانيينَ أوباشآ .. اميين

قايضو الوطنَ بحفنةِ دولاراتٍ

مُعمّمينَ غطّى الترابُ نوافذَ رؤوسهم

و آنبروا لفقهِ الفسادِ واصولِ الخيانةِ

بازارآ أسودَ لشذّاذِ الآفاقِ

أهذا ما تبقّى من مروءتِكَ يا اوتو..؟

لا شأنَ لنا بمشيئتِكَ.. لا بعرشِكَ وكرسيِّكَ

ولا بصريرِ أقلامِكَ , ولا ببريدِكَ السَماويِّ

و لا بملائكتِكَ و شياطينِكَ

لا أطلبُ منكَ أنْ تكونَ حكيمآ

و لا عطوفآ بما يكفي لأفسادِنا كما تعتقد

ببساطةٍ نريدُ أنْ تكونَ أقدارُنا معقولةً

نحيا و نموتُ كسائرِ البشرِ

تَغْمضُ أعينُنا بينَ أحبّتِنا

نقولُ كلماتِنا الأخيرةَ و نحنُ نتصفّحُ وجوهَهم

نوصي بتوزيعِ ما آدّخرْناهُ من حبٍّ بالتساوي

نقبّلُ أطفالَنا.. و نطلبُ الصفحَ من حبيباتِنا

و نعتذرُ عمّا بدرَ منّا من أخطاء

في زحمةِ هذهِ الكوابيس

يا اوتو

حتوفُكَ ثيرانٌ هائجةٌ

لا ترمينا تحتَ أقدامِها

عاملْنا كالباقين

اِمطرْنا بزخّةٍ مَنسيّةٍ من رحمتِكَ

صباحاتُنا تستحمُّ بالدم

و مساءاتُنا تضجُّ بالعويل

تركتَنا وحيدين

شجرةً هرمةً في صحراءِ تيهِكَ

يغطّينا كلَّ ليلةٍ ألفُ ليلٍ و ليل

نغنّي للموتِ و الغياب

و تتشبّبُ بالتيهِ و التلاشي

تمسحُ فينا الريحُ رمالَها

و الليالي عُتمتَها

داخلَ الزمنِ نموتُ و خارجَهُ نطفو

فأينَ الحكمةَ في ذلكَ يا اوتو

كم كنتَ حانيآ و أنتَ تشكّلُ طينتَنا الاولى

هل فقدتَ قلبَكَ

أم تنكّرتَ لطيبتِكَ

و أضحى قلبُكَ حجرآ

لتستكملَ مراثيَ أكدٍ و الوركاء

 

عرض مقالات: