اخر الاخبار

لماذا نخافْ؟

وقد ولدتنا المقابرُ

واليأسُ

والسنواتُ العجافْ؟

وعشنا حياةً تليق بكم لا بنا، وسكنّا خرائبَ وجدانِكم، وعلينا التوحّشُ طافْ؟

لماذا نخافْ؟

ونحن “كثيرون” مهما صَمَتْنا

وأنتم “قليلون” شكلاً ومعنى

ونحن وأنتم نقيضان

في لغةٍ خاف فيها “المضافُ إليه”.. وخان “المُضافْ”؟

بماذا تخيفوننا بَعْدُ والليلُ نحن؟ وكلّ النوافذ مكسورةٌ منذ كنّا صغاراً، وكلّ البيوت ارتجافْ؟

 بماذا تخيفوننا؟ والعوائل آلاتُ دمعٍ لإنتاجنا؟ والطريق الذي سلكته الطفولةُ ضاع بآبائنا متعبين وقتلى، وحين دخلنا مدارسكم لم نجدْ من نقول له إنّ حيَّ الحياةِ الفقيرةِ مزدحمٌ بالعفافْ 

فبماذا تخيفوننا؟

والضمير الذي لم يكن ممكناً أن يعيش زرعناه في كلّ دربٍ أمامَ مواكبكم، وسقيناه حَيْرَتنا، واختلقنا لزهرته ألف لامٍ وكافْ

ولكنّكم كالذباب تحبّون أعماقكم - ليس غيرَ - لفرط خرائبها، وتربّون أوجهكم مثلما يتربّى اللقيط ببيت الغريب، انفردتكم بعمق التفاهةِ، صرتم من اللا حياءِ اختراعاً، وأنتم من اللا ضمير اكتشافْ

قليلون أنتم بسلطتكم كلَّ هذي السنين، بما عندكم من قصورٍ أقيمتْ على شهقاتِ الأرامل،

بالبنادق محشّوةً بالقوانين.. 

بالقنص والموت والإختطافْ

قليلون أنتم ونحن كثيرون،

نحن البلادُ تفيض.. تفيض

وأنتم جفافْ

أمنكم نخافْ؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ألقاها الشاعر في حفل افتتاح المهرجان

عرض مقالات: