اخر الاخبار

التظاهرة المليونية  قد لا يختلف بشأنها اثنان، انها ظاهرة عراقية بامتياز. في انتفاضة تشرين سنجد ان المتظاهرين السلميين تحولوا الى ظاهرة وقد اخذت بعض المحافظات هذا النهج المليوني، حين يتجمع المحتجون جماعات اثرها جماعات وحين توشك الاعداد على الاكتمال  يصعب على العين تصديق ما ترى من بشر، وعلينا الاقرار ان الحزب الشيوعي العراقي هو اول من اسس لهذا النوع من التظاهرات قبل اي حزب اخر حيث اضطر الى ان يخرج الى الشارع جماهيره في الاول من ايار عيد العمال العالمي عام  1959 تحدياً للقوى المضادة لنهجه التقدمي المعروف ، وقد سجل الحزب الشيوعي اول بادرة جماهيرية من نوعها11، والحقيقة التي لا ينكرها احد ان الشارع كان مسرحاً لمختلف التظاهرات المليونية.

ومعلوم ان تنسيقيات دعت الى التظاهر في ساحة التحرير بتاريخ 25/ شباط / 2020 فيما اشاعت الحكومة ان التظاهرات قد خفت حضورها او تراجعت حدتها، وباتت تفتقد الى التأثير الملموس على المواطن كما في بداياتها، بينما استنفر المتظاهرون في ساحات الاحتجاج ودفعهم الى حالة من التحدي لتحديد الوقت واليوم وعدد المتظاهرين بعد قرار المسؤولين عدم الاصغاء الا لمصلحتهم الخاصة، اذ لم نشهد اي دعوة للحوار بين المحتجين وبين عناصر من الحكومة. والحق ان العديد من المتابعين في ساحات  الاحتجاج لمسوا بوضوح تناقص اعداد المنتفضين في ساحة التحرير المقر الرئيسي للانتفاضة ولكن ما جعل الساحة تسترد هيبتها هو نزول مئات من طلبة الجامعة طلابا وطالبات. ويمكن للذين عاشوا وشهدوا احداث عراقية في سنوات القرن العشرين، يمكنهم ان يستعيدوا بعض المشاهد المؤثر لدور الطلبة، وما قدموه في التاريخ السياسي والنضال الوطني والغريب ان الطلبة لم تؤثر بهم المتغيرات الاجتماعية العنيفة كتبدل الموضة او اللبرالية الغربية التي جاءت مع الاحتلال الامريكي، بل نجدهم في اوج عنفوانهم ومقدرتهم المدهشة على تغير الكثير من السنن والمعتقدات الرجعية اليمينية التي يستند بعضها الى ادعاء طويل بالتزام شرائع الدين والشريعة كذبا، ومما يثير البهجة اننا نجد المرأة هي الاخرى قد ألقت وراء ظهرها بكل الاشاعات والاقاويل الكاذبة السيئة التي يراد منها الطعن بقيمة المرأة وشرفها وسلوكها، لقد شاهدت مئات الطالبات وهن يتقدمن جحافل المنتفضين ويحملن اللافتات والصور المعبرة عن حبهن للعراق المغدور به.. وكما كنا نتذكر دور الجيش العراقي في نضال الشعب العراقي في ستينيات القرن العشرين وسبعينياته حيث ظل الجيش العراقي وفيا لعقيدته في دفاعه عن الارض والعرض، على الرغم من اننا نجد الكثير من صورة هذا الجيش قد شوهت عبر السنين الطويلة الماضة. واليوم لم يعد امام العناصر والتجمعات التقدمية والديمفراطية وفي طليعتها الحزب الشيوعي اخذ زمام المبادرة لقيادة هذه الجماهير التشرينية الباسلة وهو امر لا بد منه.

عرض مقالات: