اخر الاخبار

المرة الاولى والاخيرة التي رايت فيها الراحل الاديب والكاتب كامل شياع.. بمحض مصادفة.  قبيل اغتياله بفترة قصيرة. حين وجدته يقف معي ذات ظهيرة قائضة ملتهبة. ونحن نتصبب عرقا ضمن طابور طويل امام كاتب العدل  في منطقة الدورة..كان وقتها يشغل منصب وكيل وزير. تاكدت من معرفته عبر الصور التي كانت تنشر عادة مع مقالاته الرائعة في صحيفة “الصباح” التي كنت  اعمل فيها محررا ثقافيا.. حينها وددت ان اقترب منه اسلم عليه واقبله. لكني ترددت منعني كالعادة  طبعي الخجول.. اذ أدهشني بدماثة خلقه وتواضعه. فما زالت صورته المضيئة معقودة في ذهني.. تخيلوا وكيل وزير  يقف في طابور طويل وسط الزحام والحر والضجيج والتدافع لساعات..! بانتظار انجاز معاملته من دون حماية وازلام.. في الوقت الذي كان ممكنا له ان يجلس وتنجز معاملته بترحاب كبير وبوقت قصير.. من يفعل ذلك من المسوؤلين..؟! اي مسوؤل تواضع كثيرا او قليلا..؟ كما فعل كامل شياع الذي ظل واقفا لساعات يكابد حر الظهيرة كاي مواطن من دون ان يعرف بنفسة لاحد..!  ترى كم انت كبيرا يا كامل شياع؟ واي لعنة و عار ابدي لحق بقتلتك؟.. لقد اغاضهم  كونك انسان مختلف  ستساهم حتما باخلاص وتفان  في بناء وطنك..! اغتالوك كونك من ايقونات الثقافة العراقية البارزة.. ولانك تحمل كل هذا الحب للوطن الذي ظللت تحلم به طوال حياتك.. تحمل كل هذه المحبة للإنسان.

عرض مقالات: