اخر الاخبار

في بغدادَ ...

وأَعْني : بغدادَ المَوجوعَةَ

من قسْوةِ الطُغاةْ

والقَهرِ والخوفِ والضَيْمِ

والبرابرةِ العُتاةْ

ومن الخائنينَ والناهبينَ

وتُجّارِ الدمِ والحروبِ

ومن اللصوصِ و” الحواسمِ “والزُناةْ .

في بغدادَ ...

وبعدَ غيابٍ لأَكثرَ من أَربعينَ موتٍ

إسْتَوْقَفَني في سيطرةٍ ليليةٍ مُرْعِبَةْ

جيشٌ من الجندِ المُتَجَهَّمينَ

والشَرِطةِ المُرعبينَ

والعَسسِ الغامضينَ

 والمُخْبرينَ المُلَثَّمينْ

فأَرتبَكْتُ وأَرتعبتُ

وصاحَ بيْ كبيرُهُمْ

وكانَ فوقَ كَتْفِهِ

حشدٌ من النجومْ

قلتُ صاحَ بيْ :

من أَيِّ بلادٍ أَنتْ ؟

وكيفَ قَدْ أَتيتْ ؟

الى هُنا ، وأَنتَ لايبدو عليكْ

أَنَّكَ من أَرضِنا ودمِنا وأَهلِنا والبيتْ؟

وقَبْلَ أَنْ أَنْطقَ أَيَّ “ كِلْمَةٍ “

شاورَهُ أَحدُهُمْ

عيناهُ تَزْأْرانِ

 بالجَمْرِ والشَرارِ

لَحْظَتَها أَمْسَكَنيْ كبيرُهُمْ

من عُنُقي ، فخفْتُ وأَخْتَنَقْتُ

لكنني ...

 ومن خلالِ فجْوةٍ صغيرةٍ في الحَنْجَرةْ

قُلْتُ لَهُ ... قُلْتُ لَهُمْ :

ودمعتي تَخْنُقُني :

 -أَنا إِبنُ هذي الأَرضْ

أَنا أبنُ هذا التُرابْ

جئتُ من المنْفى

ورحلةِ العَذابْ .

وعندَما رآني

 أَكادُ أَنْ أَموتَ

فَكَّ يديهِ عن خِناقي

ومن خلالِ شَهْقي

وجَمَراتِ غَضَبي

 وَسَوْرةِ إحتراقي

صرَخْتُ فيهِ هادِراً :

-لالالا أَحدٌ في الكونْ

يَمْلكُ أَنْ يَشُكَّ بيْ

أَو يَطردَني

 من وطني

لأَنَّني من أَوْلِ الخَليقَةْ

وبذرةِ الحقيقةْ :

إنّي أَنا عراقيْ

إنّي أَنا عراقيْ

إنّي أَأَأَأَأَأَأَأأَأَأًنا

ع

ر

ا

ق

يْ

عرض مقالات: