ليس امام العراق سوى طريق العلم و التحديث على مستوى المجالات الاقتصادية و الثقافية و الاجتماعية كافة، لبناء دولة متحضرة تليق بالعمق التاريخي و الحضاري للعراق بلد الحضارات . و هذا التوجه لا يمكن ان يتحقق بوجود عقليات رجعية منشغلة عن حاضرها بوقائع و طروحات ماضوية تجعل من وجودنا رهين الماضي و إشكالياته و انعكاساته السلبية على معطيات الحاضر و تجعل من المستقبل أفقاً مشوشاً و مبهما .. الوضع في عراقنا يحتاج الى ثورة ثقافية شاملة و طرح رؤى تنويرية حديثة تشمل الاداء السياسي و الحكومي و المناهج التربوية و الاجراءات الاقتصادية …
فحريٌ بمن بيده مقاليد السلطة وادارة شؤون الدولة والانصراف عن ما هو غير مجدٍ لتحسين حاضرنا و بناء مستقبلنا .. و عن ما يكرس تغييب الوعي و اشاعة الجهل و الأفكار غير البناءة
و حريٌ بالطبقة المثقفة ان تتحمل مسؤولياتها في تحصين المجتمع من العابثين بافكاره و وعيه و بقيمه الاصيلة و ان تقود و بشجاعة مهمة نبذ الأفكار و القوانين و الطروحات المتخلفة و الدفاع عن حرية الرأي الفكر و المعتقد و تفعيل التفكير الناقد ونبذ الفكر البالي و النكوصي … المثقفون ولاسيما الادباء و الفنانون و الأكاديميون لا بد ان يكونوا محور مواجهة الفكر المتخلف و الرجعي و يعززوا لدى متلقيهم فكرة النقد و فحص الواقع و السائد و التشكيك به من أجل احداث التنوير الذي سيرتقي به المجتمع و يتجاوز به عوامل تخلفه ليحقق نهضة ثقافية و اجتماعية شاملة .