اخر الاخبار

فاز رائدا الذكاء الاصطناعي جون هوبفيلد وجيفري هينتون بجائزة نوبل للفيزياء لهذا العام؛ عمل الأول على ما يعرف بالذاكرة الارتباطية التي تتمكن من تخزين الصور وإعادة بنائها، والثاني لوضعه أسس التعلم الآلي.

لقد أثارت التكنولوجيا الناشئة التي عمل عليها الثنائي جون هوبفيلد وجيفري هينتون، والتي تم الإشادة بها لإمكاناتها الثورية في مجالات تتراوح من الاكتشافات العلمية المتطورة إلى الإدارة الأكثر كفاءة، مخاوف من أن الذكاء الاصطناعي سيتفوق على البشرية قريبًا في المنافسة من خلال ابتكارها الخاص.

تم اعتبار هينتون على نطاق واسع عرابًا للذكاء الاصطناعي وتصدر عناوين الأخبار عندما استقال من وظيفته في شركة جوجل حيث فتح علامة تبويب جديدة العام الماضي ليكون قادرًا على التحدث بسهولة أكبر عن مخاطر التكنولوجيا التي كان رائدها.

قال هينتون عبر الهاتف في المؤتمر الصحفي لجائزة نوبل، متحدثًا من فندق في كاليفورنيا: “سيكون (استخدام الذكاء الاصطناعي) أمرا رائعًا في كثير من النواحي، في مجالات مثل الرعاية الصحية. لكن يتعين علينا أيضًا أن نقلق بشأن عدد من العواقب السيئة المحتملة. وخاصة التهديد بخروج هذه الأشياء عن السيطرة”.

أما هوبفيلد، 91 عامًا، الأستاذ الفخري بجامعة برينستون، والذي أنشأ ذاكرة ارتباطية يمكنها تخزين وإعادة بناء الصور وأنواع أخرى من الأنماط في البيانات فقال “عندما تحصل على أنظمة غنية بالتعقيد والحجم بما يكفي، يمكن أن يكون لها خصائص لا يمكنك استنتاجها من الجسيمات الأولية التي وضعتها فيها. عليك أن تقول إن هذا النظام يحتوي على بعض الفيزياء الجديدة”.

كما ردد مخاوف هينتون، قائلاً إن هناك شيئًا مزعجًا بشأن الإمكانات والحدود غير المعروفة للذكاء الاصطناعي مبينا “لقد اعتدنا على امتلاك تقنيات ليست جيدة أو سيئة فحسب، بل لديها قدرات في كلا الاتجاهين”.

أما الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم فإنها منحت الجائزة للرجلين لأنهما استخدما “أدوات من الفيزياء لتطوير أساليب تشكل أساس التعلم الآلي القوي اليوم” الذي “يُحدث ثورة في العلوم والهندسة والحياة اليومية”.

إن هينتون، المولود في بريطانيا والبالغ من العمر 76 عامًا، والذي يعمل الآن أستاذًا فخريًا في جامعة تورنتو، اخترع طريقة يمكنها العثور بشكل مستقل على خصائص في البيانات وتنفيذ مهام مثل تحديد عناصر معينة في الصور.

“أفكار نابعة من الآلات”

عند السؤال عن المخاوف المحيطة بالتعلم الآلي وأشكال أخرى من الذكاء الاصطناعي، قالت إلين مونز، رئيسة لجنة نوبل للفيزياء: “في حين أن التعلم الآلي له فوائد هائلة، فإن تطوره السريع أثار أيضًا مخاوف بشأن مستقبلنا. يتحمل البشر بشكل جماعي مسؤولية استخدام هذه التكنولوجيا الجديدة بطريقة آمنة وأخلاقية، من أجل أعظم فائدة للبشرية”.

بخلاف الخيارات المثيرة للجدل أحيانًا للسلام والأدب، غالبًا ما تشكل الفيزياء أكبر ضجة بين الجوائز، حيث تضم قائمة الفائزين السابقين نجومًا علميين مثل ألبرت أينشتاين ونيلز بور وإنريكو فيرمي.

أما جائزة نوبل في الكيمياء فقد منحت إلى ديميس هاسابيس وجون جامبر،  وديفيد بيكر لاستخدامهم التعلم الآلي لمعالجة أحد أكبر تحديات علم الأحياء: التنبؤ بالشكل الثلاثي الأبعاد للبروتينات وتصميمها من الصفر.

 برزت جائزة هذا العام لأنها كرمت الأبحاث التي نشأت في شركة ديب مايند (DeepMind)، وهي شركة ناشئة لأبحاث الذكاء الاصطناعي استحوذت عليها كوكل في عام 2014. ذهبت معظم جوائز نوبل السابقة في الكيمياء إلى باحثين في الأوساط الأكاديمية.

ذهب العديد من الحائزين على الجائزة إلى تأسيس شركات ناشئة لتوسيع وتسويق أعمالهم الرائدة - على سبيل المثال، تقنية تحرير الجينات CRISPR والنقاط الكونتمية - لكن البحوث، من البداية إلى النهاية، لم تتم في الشركات التجارية.

على الرغم من أن جوائز نوبل في الفيزياء والكيمياء تُمنح بشكل منفصل، إلا أن هناك ارتباطًا رائعًا بين الأبحاث الفائزة في تلك المجالات في عام 2024.

وتؤكد جوائز نوبل لعام 2024 على أهمية هذا النوع من الذكاء الاصطناعي وكيف يتجاوز العلم اليوم الحدود التقليدية غالبًا، ويمزج بين مجالات مختلفة لتحقيق نتائج رائدة.