اخر الاخبار

هذا صاحبكم مصلوبٌ على شقشقةِ المعنى

يقودُ القصائدَ لمكامنِها

عسى أن تدورَ الدوائرُ في فلكِ التأويل،

سيظلُّ هكذا

ينبشُ التفاصيلَ في دفاترِ العدم،

ينزُّ من شذى المسكِ في آخر صبابةٍ

نزولاً لرغبةِ الحرفِ الذي يخفقُ في النصوص

ويصعدُ عالياً مع رجفةِ النسرين،

إذاً فلتكثروا عليهِ من الهباتِ

صبّوا لهُ الكؤوسَ

عندئذٍ سترونَ كيف يسكرُ في اللغةِ،

باللهِ عليكم لا تخذلوهُ

بهرطقاتٍ من سجعِ الكهان،

تقدّموا مقدارَ خردلةٍ نحو المصبّات،

كي يملأَ الدنيا ويقطفَ عناقيدَ الكلام،

سوف يستميلكم لأبجدياتِ العشقِ بسكرتهِ

ليكشفَ عن هذا الثراءِ المشفرِ بالتعاويذ

يسري بعلامةٍ من الوحي،

لقد كابدَ الكثيرَ كي يدوّنَ سيرتَهُ

فما استغاثَ يوماً

لكنّهُ مضى يشقُّ الينابيعَ بعصا الخرافةِ

فإنْ تأخّرَ قليلاً

لا تسألوه عن جدوى الرحيل،

هنالك ما يسوّغُ رفيفَ الفراشاتِ

عندما يُغمى على الوردِ

أو يجفُّ القلبُ من الخجل،

لذا ترونهُ مُكبّلاً بالحنينِ الدائمِ

مُقبلاً نحو المطلقِ الكونيّ

لا يبعدُ كثيراً عن اتّجاهِ البوصلةِ

ولا تسعهُ الخرائطُ

فمن يأويهِ إذا تفرّقَ الرهطُ

أو انفرطَ عقدكم المكلّلُ بالذهب؟

إذاً لا تندبوا الحظوظَ

إتركوا مشاغلكم تحت كساءِ العقائدِ

واتركوهُ وحيداً يحملُ نعشَهُ

فهو المنذورُ لعقودٍ من الصبرِ

كي يرسمَ مابين السطور،

لن يحيدَ عن الوجدِ في لججٍ من الفيض،

لم يخضعْ لمرارةِ الصدى المغشوشِ

لذا ترونَهُ يتوكّأُ على جسدهِ النحيلِ

ربما تكوَّرَ عند مفرقِ الوحشةِ

لكنّه عصيٌّ على الأهوال،

فكيف تريدونهُ ينأى بعيداً عن خلوتهِ؟

ماذا تعرفونَ عن هذا التجلّي

عندما يُفضي إلى التيهِ بخيولهِ الجامحة؟

أتظنّونَ أنّهُ لن يبلغَ المأمولَ

وأنّهُ سيصطدمَ كعادتهِ بشحنةٍ من السحر؟

ما كان رهانكم غير أضغاثٍ من الكسل،

فهو الذي رأى قبساً يتلألأُ من مدارجِ الضباب،

حتى أدركَ كيف يكتبُ قصيدتَهُ على الجمر،

دعوهُ يلتقط الألوانَ من لوعتهِ

ليرسمَ لكم النيازكَ خافقةً في الأعالي

معتمداً بذلك على آخر رغوةٍ للحبّ،

فهو لا يملكُ من الدنيا إلّا قبضةً من الحروفِ

وبعض الجراحِ التي تلطّخت بالحبر،

دعوهُ في هينماتِ صبوتهِ

يختمُ الرمزَ بختمِ حنينهِ الذي لا ينتهي

ثم يأتيكم الكلامُ المُصفّى

وبما تبقى من المذاقِ قبل الأوان،

دعوهُ ولا تحصوا الآثامَ عليهِ بالورق،

فسيكونُ صاحبُكم هذا ذات رهبةٍ

فكلُّ شيءٍ سيمضي إلّا القصائدُ

ستكونُ دائماً على ما يرام.

عرض مقالات: