اخر الاخبار

حلقت فرشاته في كتلة الألوان والخطوط في لحظة غير محسوبة وهو يبحث متوجسا  في ذهنه عن أجمل النساء في هذا الكون الواسع  منذ بدأ التاريخ ولحد هذه الساعة رغبة في احالتها الى لوحة مثيرة  ، فإقتادته الفرشاة متسللة بترو وهدوء سلس الى العديد من اشهر الجميلات  في العالم ، فمرقت في ذهنه زحمة هاءلة من الوجوه ، رابعة العدوية ،  الخنساء  ،  ام كلثوم ، ، فاتن حمامة ، صديقة الملاية ، انديرا غاندي ، تاتشر ، ايزابيلا ادجاني ، صوفيا لورين ، كلوديا كاردينالي ، كاترين دينوف ،   بيد انه سرعان ما ادرك ان الفرشاة تكاد تنساب من بين اصابعه نفورا وترددا  ، عزا تردده خشية ان يكون المتن تكرارا للوحات اخرين اومملا لدى المتلقي ، انتابه الضجر إذ شعر بالاحباط يسيطر عليه تماما ، مما جعله محبطا ويائسا لدرجة اضطره التفكير  في مغادرة المكان ، غادر سطح منزلهم بأتجاه الشارع وهو في غاية القلق ، ظل يتامل لدقائق  وجوه السابلة وهم يتزاحمون وسط الشارع بين المتاجر والمعارض والدكاكين

عاد بعدها  الى مكانه حين ادرك لاجدوى من بقائه

هكذا وهو بإنتظار قرب موعد إقامة معرضه الشخصي بعد اسبوعين من الٱن ، وهذا يفرض عليه أن ينجز اخر لوحاته ازاء اختياره المرأة

وهو مازال يسحب دخان سيكارته متاففا جراء ضجره من بقائه  لحد هذه اللحظة  من دون  ان يجد ما يحفزه على التواصل في إنجاز اللوحة .

عادت الأسماء ذاتها تحلق في ذهنه تبعتها نساء اخريات كان لهن دور تأريخي متمثل  بكيلوباترا واسطوري كشهرزاد فيما ظل غارقا في التفكير   ونظراته  تتوزع وسط فسحة السطح ، وعلى حين غره ومن حيث لم يحتسب سرق انتباهه ذلك المنظر الحاضر امامه

 ، ركز بصره  صوب التنور الطيني ،  على الرغم من حرارة الشمس المتسللة على مساحة واسعة من السطح الغارق بسعف النخيل  وجذوع الاشجار اليابسة

كانت امه تستلقي  نائمة وقت الظهيرة  بجوار التنور تحت مظلة من الصفيح دون أن  تعبأ لشئ كما تفعل ظهيرة كل يوم بعد أن تنتهي من صنع كوم كبير من ارغفة الخبز  على صحن كبير بينما أحفادها الصغار يتحلقون حولها وهم يلتهمون بنهم بعض من أقراصه التي بقيت محتفظة بشيء من الحرارة ،  أطلق العنان لفرشاته في التحرك بحيوية ورشاقة إنتقاء الخطوط وسائل الألوان الكثيفة بدقة وأهتمام ، وفي غضون ساعتين خرجت من بين أنامله لوحة  لم يسبق له ان رسم نظيرا لجمالها وشدة جاذبيتها. فإفترش أرضية السطح تغمره نشوة  الفرح والزهو والسعادة.

عرض مقالات: