مرثية
كلّما قلت لنفسي :
سأكون
كان غيري
لأراني في سكون
... ... ...
حمل التاريخ نعشي
فانتهيت
صخرة جرداء
لا مجدا ً
ولا وطنا ً بنيت
... ... ...
رحلت
أعوام أزمنتي تباعا
وحياتي
قُصّ جنحاها
فعاشت التياعا
... ... ...
أيها العام الجديد
قد شممت ُ
قبيل أن حليت
موتا ً
من بعيد
وخرابا ً وعذابا ً وسقام
لا تقل لي :
سوف تنهض يا هشام
أنت والحدباء
من تحت الركام
... ... ...
لا تُمنيني ولا ترم
حبالا ً من حلم
فأنا المسكين
ما زلت المحاصر
في دهاليز العدم
... ... ...
لم يعد
حبلك ينجيني
فقد طال العذاب
واستحال العمر
طقسا ً من سراب
... ... ...
إنهم قتلوا
أميم أخي
وهم شلّوا يميني
فعلام اليوم
ترسم لي خرائط
من جُمان
انظر تر الإنسان
محزونا ً مهان
... ... ...
والموت عرّش
في الشوارع
والدماء
تمد ّ كفيها
لترسم ما تبقّى
من فناء
الرصاص
1
الرصاص ُ المبالي بنا
جاء متخذا ً
من صدور أحبتنا
مسكنا
2
للرصاص
طقوس
طقوس
فهو يغتالنا فجأة
ثم يطفئ فينا النفوس
3
وحين
تحس الرصاصة
برد الشتاء
تدق ّ
بُويبا ً
بُويبا ً علينا
لتختار
من أهلنا ما تشاء
4
الرصاصة
روح بكف الجبان
يريد لها
أن تبدد عمرا ً
تخلّق من أرجوان
يريد لها
أن تغادر
فوّهة البندقية
صوب الجياع
وجموع
من العزّل الحالمين
بأوطان حب
وسعد مبين
5
يا لذاك الجبان
هل درى
أنه
محض إمعة
محض رقم مهان .