اخر الاخبار

وطن

حينما حاصرهُ العوزُ فكًّرَ أن يبيعَ وطنَهَ فوجدَ كلَّ دكاكينِ الفقراء تعلّقُ على واجهاتها خارطةَ للوطن..

زواج

لسنواتٍ عديدة ،كانا يطرقان بصبرٍ وأناة، طبولَ الحبّ.. ثمّ ... سقطا مضمّخين بحنّاء الزواج ..

رأس

الرجل الذي أضاعَ قبّعتَه ، وجد نفسَه دون رأس .. 

خوذة

المحارب الذي سقطتْ خوذُته على أرض المعركة ، عثر عليها أحفادُه​ وفي داخلها باقة وردٍ مغروسة في أخدود الزمن الذي لم يأتِ بعد ..

إنشطار

حزين جداً لأناي التي تشظّتْ لإثنتين.. واحدة لي، والثانية له.. وكلانا لا يدري ، ظلُّ مَنْ هذا الذي يتبعنا معاً .. ؟

زمن

خرج من الحانة مترنّحاً وحين إحتوته ظلمةُ الشارع نظر الى ساعته بإرتباك، فوجدها قد تجاوزتْ الخامسة والعشرين.

حسراتٌ

في مثلِ هذا الوقت ،من ضحى كلّ يومٍ ،كان يرقبُ أسرابَ الطيور في الأعالي ، فيكتوي بحسراتٍ حرّى تستعرُ في مشاعره مثلَ جمرٍ ، فلا يتنبّهُ إلا​ وصوت السجّان يعلنُ إنتهاء الإستراحة الصباحية. 

صوت

في لحظةٍ وقفَ مباعداً ما بين قدميه وبقامته السامقة , كان يعرف بأن الوقت ليس نهاراً ولا هو من الليل , بل لمْ يعر ذلك أيّما إهتمام . إشرأب بعنقه وبدأ يبصر نحو الأعالي ثم صاح وهو يعتقد بأنّ ما سيقوله سوف يصل لكلِّ كائناتِ المجرّات اللامتناهية , بل كلّ الوجود . صاح “ أنا الإنسان سيّد هذا الكون دون منازعٍ , ولكنّ أبناء جنسي تسافلَ بعضهم ويصرّون دوماً على إجباري بأنْ أخلع آدميتي“ .

رغبة

سألوني ولكن بتهكّمٍ واضح قبيل إخراجي من زنزانتي ، إنْ كنتُ أريد شيئاً فطلبتُ قدحَ ماء .. كانت إرتعاشات أصابعي تتموسق مع إرتعاشات قلبي ودقّاته المتسارعة .. الآن ، لا أتذكّر شيئاً سوى أنني أدنيتُ القدحَ من فمي وبأسرعِ من ومضةِ برقٍ إلتمع في عينيّ وهجُ رصاصاتٍ أنطلقتْ نحوي وعن قربٍ ، فأدركتُ جسدي بعد هنيهة ممدّاً على البلاط وقد إمتزج ماءُ القدحِ بدمي النازف فشعرتُ بحرارته مثل  جمرةٍ متوهّجة ..

إعتذار

قبل أيام قلائل تجاوز حدودَ الأدبِ تّجاه صديقه ، وفي الليلة ذاتها شعر بالندم  يؤنبه ويؤرقُه ،لكنّ جرأتهُ خانته في الذهاب إليه  ليعتذرَ منه. بعد أيام ، وفي صباح هذا  اليوم بالذات ، إلتقاهُ مصادفةً ،فوجد نفسَه ، وجهاً لوجه ، أمامه ، باغتتهُ  اللحظةُ ،  فداهمهُ الخجلُ ، قام على الفور وعلى وجه السّرعة فقطَعَ رأسَهُ ووضَعَه في حقيبته الجلدية السوداء ثم ولّى هارباً ، لكنّ ظلّهُ أبى مبارحة المكان .

فراغ

الصبي الذي يقف قرب الركن القصي للمطعم ، شعر برائحة الشواء تهاجم أنفه .. إزدرد ريقه وسرقت عيناه نظرة خاطفة نحو الجالسين في داخل الصالة .. مدَّ يدَه بإستحياءٍ في جيبه ، فلسعته عقرب الفراغ ..

إختيار

أجبروهُ على الصّحو من ثمالته القسريّة الطويلة.. تفرّس في كلّ الوجوه المستذئبة المحيطة به ، بحثاً عن بقايا لأطلالٍ آدميّة ..لكنه أُصِيبَ بالذّهول والإنكسار .. فأختار ثمالةً أبديّة دون صحوٍ يعقبها .