اخر الاخبار

أقام الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، الخميس الماضي، أمسية ثقافية بعنوان “كيف صنعت روايات شمران الياسري قاموسا ريفيا في العراق”، وذلك بالتزامن مع الذكرى الـ 42 لرحيل الكاتب والروائي والصحفي الفقيد شمران الياسري (أبو كاطع).

الأمسية التي أقيمت على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد، حضرتها نخبة من المثقفين والأدباء والإعلاميين، فيما أدارها الشاعر منذر عبد الحر وشارك فيها نجل الفقيد إحسان شمران الياسري وعدد من المهتمين في نتاجات أبو كاطع.

وفي معرض حديثه، ذكر السيد إحسان الياسري، أن والده الفقيد سار على خطين في مسيرته الثقافية، هما: العمود الصحفي الذي كتبه باللغة العامّية، والخط الروائي، قائلا إلى أن والده كتب الرواية من الريف وليس عن الريف.

وعرّج المتحدث على شخوص وأبطال روايات أبو كاطع، وعلى التحول الديموغرافي في الريف العراقي في ظل الاحتلال الانكليزي ومقاومة الفلاحين له وللإقطاع عموما. فيما استعرض عديدا من الأحداث الشعبية التي وظفها الفقيد في رواياته، والتي ترجم من خلالها تمسكه باللهجة العامّية.

وشهدت الأمسية مداخلات ابتدأها الأكاديمي لطيف الطرفة، الذي تحدث عن علاقته بعائلة الياسري، وعن قراءاته لرباعية الفقيد الروائية، التي ترجم فيها معاناة الفلاحين مع الإقطاع.  وكانت للكاتب علي حداد مداخلة ذكر فيها أن شمران الياسري حالة عراقية فريدة بكل تفصيلاتها وتحولاتها ونضالها الوطني والثقافي. فيما قال الناقد والروائي عباس لطيف في ورقة نقدية قرأها، أن رباعية الياسري تمثل اتجاهاً جديداً في الخط الروائي العراقي، من خلال تمجيدها لاحتجاج الفلاحين ضد الاقطاع، مبينا أن الفقيد عمد إلى استخدام عنصر التشفير في رواياته.

الكاتب جمال العتابي كانت له مداخلة أيضا، تحدث فيها عن علاقته بالياسري منذ كان يعمل في مجلة “الثقافة الجديدة”، حتى مغادرته العراق، مبينا أن رباعية الفقيد تمثل حدثا سرديا مهما في العراق، وانها أثرت في المدينة، وتمكنت من تحويل اللغة الريفية إلى المدينة ببراعة.

وكانت للباحث أمين الموسوي مداخلة أشار فيها إلى أن رباعية أبو كاطع، نجحت فنيا وروائيا، موضحا أن الفقيد كان يضع الشخصيات انطلاقاً من واقعيتها وإمكاناتها الفكرية، وهذا نابع من كونه مثقفا كبيراً استطاع دراسة الشخصية البشرية بحرفية عالية.

آخر المداخلات كانت لرئيس الاتحاد الناقد علي الفواز، الذي رأى أن الكثير من الأفكار العظيمة تعرف من خلال السرد، مبينا أن الياسري من الذين سحبوا التاريخ من تفاصيله وواقعيته التاريخية، وانه قدم في رواياته شخصيات واقعية مقنعة. كما قدم من خلال العملية السردية رؤية متكاملة عن الواقع المجتمعي.