اخر الاخبار

تتحدّى الشابة الموهوبة فرح كمال الدين شللا أصيبت به منذ طفولتها، لتصبح رسامة متميزة عن أقرانها. فهي ترسم بأصابع قدمها! 

حينما كانت طفلة ابان فترة الحصار الاقتصادي في تسعينيات القرن الماضي، أصيبت فرح بمرض شلّ حركتها، وبدأت منذ تلك الفترة تتلقى العلاج الطبيعي، ولا تزال. لكن ذلك لم يمنعها من مزاولة هوايتها التي تحب.

يبلغ عمر فرح الآن 36 عاما، وخلال الشهور الأولى من عمرها أصيبت بمرض اليرقان الولادي، ما أفقدها حركتها ومنعها من التحكم بأعصابها ومفاصلها. وبسبب مضاعفات المرض تطور الأمر إلى فقدانها القدرة على الحركة والى الشلل وهي لم تتجاوز عامها الأول.

تقول عائلة الشابة أنها لا تزال تخضع للعلاج الطبيعي، وهو غير متطور في العراق ومكلف.

لكن فرح لم تفقد الإدراك العقلي رغم تأثير المرض على خلايا الدماغ - حسب ما يقول والدها في حديث صحفي، والذي يشير أيضا إلى انه بدأ بتعليم ابنته الرسم بأصابع القدم منذ طفولتها، فكانت في بادئ الأمر تواجه صعوبة، لكن من خلال الممارسة والتمرين، أصبحت قادرة على الرسم بهذه الطريقة.

ويؤكد أن “الرسم أسعد ابنتي. فهي بدأت تشعر بأنها قادرة على عمل أي شيء، رغم إعاقتها. كما أن الرسم يتيح لها التعبير عما في داخلها”. ولفت إلى أن فرح شاركت في معارض فنية، وان رسومها حظيت بدعم معنوي من المتابعين “كونها استطاعت أن تقاوم الإعاقة وتقدم لوحات جميلة”.

من جانبها، تأمل أميرة عبد الله، والدة فرح، أن ترى ابنتها تمشي على قدميها، رغم إدراكها مدى صعوبة هذا الأمر مع بقاء العلاج عندنا غير متطور، متمنية أن تهتم الحكومة بذوي الاحتياجات الخاصة وتوفر لهم مستلزمات العلاج والحياة.

ودخلت فرح إلى عالم التواصل الاجتماعي من خلال صفحة شخصية لها على موقع انستغرام، تديره شقيقتها الأصغر شهد، التي تقول ان “لدى فرح جمهورا ينتظر كل لوحة تنشرها، ليتابع مدى تطور فنها”، مؤكدة أن شقيقتها تتطور سريعا في الرسم بأصابع القدم. وتضيف شهد أن فرح ترسم مناظر طبيعية وشخصيات تأثرت بها، مبينة أنها في البداية كانت ترسم اللوحة الواحدة خلال فترة تتجاوز 3 شهور، أما اليوم فصارت تكمل اللوحة في غضون 10 أيام.

وتتحدث شهد عن العلاج الطبيعي الذي تتلقاه شقيقتها، وتقول أنه مكلف جدا “إذ يصل أجر الجلسة الواحدة إلى قرابة 30 ألف دينار، فيما تحتاج شقيقتي إلى جلسة كل يوم”.