اخر الاخبار

ولد الفقيد سنة 1945 في ناحية المدحتية وأكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة فيها والإعدادية في الحلة لعدم وجود ثانوية في الناحية، ثم التحق بكلية الشريعة وأنسحب منها بسبب وضعه الاقتصادي، ودخل الدورة التربوية، وبعد إكمالها عين معلما في المدارس الابتدائية وظل يعمل في المدارس الريفية حتى عام 1991 حيث نقل لمدرسة غزة الابتدائية في الحلة، وأحيل على التقاعد بسبب المضايقات التي تعرض لها، وبعد سقوط النظام أعيد لوظيفته وأحيل على التقاعد بعد بلوغه السن القانوني.

بعد ثورة 14 تموز 1958 المجيدة عمل في اتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية، ثم انتمى للحزب الشيوعي وكان مسؤوله الحزبي كاظم محمد الحسن (ابو بسيم) وضمت خليته عددا من الطلبة منهم عبد الكاظم هادي وطالب نغماش وهم في الصف الأول المتوسط، وبعد انقلاب 8 شباط 1963 اضطر للتخفي حتى هدأت الأوضاع، وأصبح في عام 1970 عضوا في لجنة الشبيبة الديمقراطية، ثم أعيد ترشيحه واكتسب العضوية مجددا عام 1970،  ونشط في نقابة المعلمين بعد أن تم تعيينه مشاركا في جميع مفاصلها، وفي عام 1975 أنتقل إلى مدينة الحلة في حي نادر الثانية حيث أصبح بيته مقرا ومكانا آمنا للاجتماعات الحزبية بالرغم من المتابعات المستمرة للبعثيين، وشغل في الحزب عضو قاعدة حزبية وإدارة تنظيم واجتماعات حزبية. ارتبط بشكل مباشر بالشهيد (فاضل وتوت) حيث كان له لقاء أخير بالشهيد فاضل وتوت قبل يوم من اعتقاله، حين كان معلما في مدرسة الجربوعية. ووسط الحملة الأمنية الإجرامية أختطف الفقيد من باب المدرسة دون أن يراه أحد سوى الرفيق شاكر الجبوري صدفة حيث تم أخذه إلى أحد معامل الطابوق في ناحية القاسم في منطقة نائية وخالية، وبين التهديد  بالقتل بنفس المكان ودفنه والترغيب أو أن يدلي بمعلومات تخص التنظيم ويبقى ذيلا لهم رفض الرفيق ما نسب اليه من اتهامات وأنكرها جميعها، وخلال هذه الفترة أستطاع مدير المدرسة ومعاونه من الوصول الية وانقاذه في اللحظات الأخيرة من أيدي جلاديه كونهم كانوا بعثيين وهم على دراية بالأماكن التي يتم القتل فيها، وحين ساءت الاوضاع وبدأ البعث حملته عام 1978 أضطر الفقيد إلى الاختفاء لفترة وجيزة لدى الفقيد المرحوم الشيخ جبر حسن عليوي الجرياوي في الشوملي خيكان الشرقي، ولم يكن الوحيد فقط أذ كانت بساتين الشيخ جبر الجرياوي وداره ملاذا لجميع الشيوعيين والديمقراطيين. وأستمر الفقيد في العمل الحزبي بشكل ينسجم مع الوضع على الأرض. بعد اعدام الرفيق الشهيد فاضل وتوت وانهيار التنظيم الحزبي تقطعت السبل فجمدت جميع اللقاءات والنشاطات الحزبية لغاية ما بين عام 1981 و1982 حيث التقى بالرفيق زهير ناهي الحسناوي (ابو ظافر) وعائلته التي تعيش في محافظة بابل سرا. كانت الأوضاع مأساوية بسبب سياسة الحزب الواحد والحرب العراقية الإيرانية وقوة الأجهزة الأمنية والمتابعة التي لم تنقطع عن دار الفقيد إذ عاد للعمل الحزبي بشكل او آخر حيث أصبح بيت الفقيد محطة للقاء العائلي للرفيق زهير ناهي و أصبحت العلاقة العائلية قوية جدا وأستمر الحال لغاية انتفاضة أذار عام 1991 التي شارك الحزب فيها وبشكل قيادي، وواحدة من أهم المعارك التي قادها الرفاق هي معركة المشتل مع معسكر الجيش الذي كان فيه بعثيون عراقيون وسودانيون وغيرهم، وبقي الحال والدعم للحزب على أشده في فترة الحصار الاقتصادي إلى أن تم كشف التنظيم الخيطي عام 1995 فأصبح بيت الفقيد ملاذا للكثير من الرفاق. كل هذه المخاطرات بحياة الفقيد وعائلته لأجل مبادئ أعتنقها وآمن بها.

 بعد سقوط النظام البائد عاد دار الفقيد مقرا لأساسية الفقيد معن جواد بكافة تنظيماتها لغاية عام 2010 حيث سلم الفقيد راية الحزب إلى أولاده الذين لم ينقطعوا عن الحزب أبدا ودعمهم له في أسوأ الظروف سواء كان الدعم ماديا أو نفسيا ولكل شخص حكايات. لم يتخل الفقيد عن فكره ولم يتخل عن أصدقائه ورفاقه القدامى مطلقا وظل لصيقا بحزبه حتى ساعاته الأخيرة.

عرض مقالات: