اخر الاخبار

ونحن نحتفل بعيد تأسيس حزبنا الشيوعي ٨٩ علينا أن نستذكر أولئك المناضلين والمناضلات الرواد الذين أرسوا صرح هذا البناء الشامخ وأضاءوا طريق وطن حر وشعب سعيد بدمائهم وتضحياتهم ومن ذلك المناضلة (العمة) الراحلة زكية خليفه الزيدية الرائدة في النشاط السياسي للحزب والفن المسرحي.

ولدت في ريف العمارة وعاشت منذ طفولتها معاناة أهاليها من اضطهاد سياسي واجتماعي واقتصادي وفقر وحرمان على أيدي الإقطاع وعملاء الاستعمار، تغذت بمبادئ وأفكار الحزب الاشتراكية الإنسانية، وعملت ساعي بريد ونقل الأدبيات بينه وبين بقية الرفاق.

انتقلت إلى العاصمة بغداد وشاركت في مظاهرات ١٩٥٦لمساندة الشعب المصري ضد العدوان الثلاثي، واعتقلت في محطة القطار العالمية من قبل شرطة النظام الملكي ومعها بريد الحزب، وحكم عليها ب١٠ سنوات وعمرها ١٥ عاما، أكملت تعليمها في السجن، وأطلق سراحها بعد ثورة تموز١٩٥٨.

إضافة إلى نشاطها السياسي عملت في إعلام وزارة الإصلاح الزراعي ومقدمة برامج تمثيلية في إذاعة وتلفزيون بغداد عرفت باسم (شنينة وغيدة) مع الراحل ابو كاطع، أعجب بها يوسف العاني مدير الإذاعة والتلفزيون آنذاك واختارها ممثلة في فرقة المسرح الفني الحديث. أسست المسرح الريفي الجوال وقامت بجولات ميدانية مع المناضلة الراحلة نزيهة الدليمي في بيوت وصرائف الحرية والشعلة حاملة مشعل التوعية التنوير بالحرية والديمقراطية وحقوق المرأة في العدل والمساواة، وحظيت بشعبية واسعة بين تلك النساء لما تتمتع به من شخصية مؤثرة ولهجة شعبية قريبة من لهجة النسوة. شاركت في التصدي لانقلاب شباط١٩٦٣ الدموي عندما كانت في بلغاريا وانضمت للجنة التضامن مع الشعب العراقي. وبعد انقلاب ١٩٦٨ عادت إلى بغداد وزاولت نشاطها الحزبي في منطقة بغداد.

أما نشاطها المسرحي في فرقة المسرح الفني الحديث فكانت في مسرحيات الخان، النخلة والجيران والشريعة وغيرها مع الفنانة الراحلة زينب وناهدة الرماح وخليل شوقي سامي عبد الحميد يوسف العاني وغيرهم.

على إثر الهجمة الفاشية التي شنها النظام الدكتاتوري ١٩٧٨ - ١٩٧٩ هاجرت إلى السويد وعادت إلى العراق عام ٢٠٠٥ وزاولت نشاطها في صفوف الحزب الشيوعي ورشحت في انتخابات ٢٠١٠ بقائمة اتحاد الشعب.. ولاشتداد المرض عليها عادت إلى السويد لتغادرنا في رحلتها الأخيرة في ١٨/٢/ ٢٠١٠.

  غادرتنا الفنانة المناضلة المحبوبة  العمة ز كية خليفة جسدا و تبقى سراجا منيرا في النشاط السياسي والمسرحي  .

 ننحني اجلالا لما قدمت من عطاء ثر فلها الخلود ولروحها السلام والذكر الطيب.

عرض مقالات: