اخر الاخبار

عقدت «دار المأمون» للترجمة والنشر، الثلاثاء الماضي، جلسة استذكار للصحفي المخضرم الفقيد حميد رشيد، شارك فيها رئيس تحرير «طريق الشعب» الرفيق مفيد الجزائري إلى جانب نخبة من المثقفين والأدباء، وبحضور المدير العام للدار السيد فلاح شاكر.

 وجاء الاستذكار في مناسبة صدور كتاب عنوانه «حميد رشيد كما يراه الإعلاميون»، من تأليف ابنته الكاتبة والصحفية رجاء حميد رشيد، مديرة التحرير في القسم الإعلامي بوزارة الثقافة.

الجلسة التي احتضنتها «قاعة طارق العبيدي» في مقر الدار، أدارها الشاعر عدنان الفضلي، واستهلها بالقول أن «حميد رشيد شخصية فذة، ومترجم عن اللغتين الانكليزية والفرنسية، وقد ثقّف نفسه بنفسه، وجاء إلى عالم الصحافة منطلقا من الصفر، ليصبح أحد أعلامها».

بعد ذلك، تحدثت الصحفية رجاء عن كتابها، وعن التحديات التي واجهتها خلال إنجازه، مبينة أن والدها توفي عام 1969، حينما كانت هي في الرابعة من العمر، تبعته والدتها بعد أربع سنوات، فأصبحت يتيمة الأبوين.

واستدركت «لكن طيف والدي لم يغب عني، فصارت قضيتي هي أن أدوّن سيرته من خلال أصدقائه ومعارفه»، مشيرة إلى أنها اهتدت على بعض الشخصيات ممن جايلوا الراحل «فكانت الحصيلة 19 شهادة بأقلام 19 شخصية، تألف منها الكتاب».

 وفي سياق الجلسة، قدم عدد من الحاضرين شهادات عن الفقيد، كان أولهم د. جمال العتابي، الذي تحدث عن بداية تعرفه به عام 1962، وذلك في سجن الكوت عندما ذهب لمواجهة والده السجين، فعرفه اول مرة واندهش حين وجده يتعلم اللغة الفرنسية في السجن، بعد أن اتقن الانكليزية ذاتيا.

وتناول العتابي  شخصية الراحل في المسارات الإنسانية والسياسية والمهنية، وأشار إلى ريادة الفقيد في تأسيس نقابة الصحفيين العراقيين عام 1958، برفقة أسماء كبيرة منها الجواهري ويوسف البستاني وفائق بطي وعبد المجيد الونداوي.

وتحدث بعد ذلك رئيس التحرير مفيد الجزائري الذي وصف حميد رشيد بأنه «المعلم والأخ الكبير». وأضاف يقول عنه انه كان باسماً، ودودا، عصاميا، ومبتكرا، وجريئا، ووطنيا حقيقيا». واستذكر خروجه معه في الأول من أيار عام 1959، ضمن المسيرة الجبارة في مناسبة عيد العمال العالمي.

وعن الكتابات الصحفية للراحل حميد رشيد قال الجزائري أنها «شديدة البساطة والوضوح، قصيرة الجمل، صافية اللغة، فكان ما يكتبه أقرب الى السهل الممتنع».

واختتم الجزائري مداخلته بالقول أن «حميد رشيد يبقى عالقاً في الذاكرة، وحياً في نفوسنا وضمائرنا وقلوبنا وعقولنا».

وساهمت في الجلسة أيضا السيدة شميران مروكل، التي اثنت على الكاتبة رجاء حميد وعلى جهدها وقالت انها عملت معها في وزارة الثقافة، وكانت زميلة لها في كلية الإعلام وفي رابطة المرأة العراقية.

واختتمت الجلسة بقصيدتين في ذكرى الفقيد، الأولى للشاعرة جمان السامرائي، والأخرى للشاعر رياض عزيز.  

عرض مقالات: