اخر الاخبار

يجمع من عاشوا مع الرفيق عزيز محمد “ابوسعود” السكرتير الأسبق للحزب الشيوعي العراقي على أن هيبته كانت واضحة بين المناضلين والقياديين البارزين، في الظروف التي جمعت الجميع معاً كالسجون والفعاليات الواسعة أو في حركة الأنصار، تلك الهيبة التي تعمّدت بالمواقف البطولية وحسن التصرف في المعتقلات، في مواجهة الظلم بأبشع صوره حين يكون السجين بأيدي الجلادين. “ابو سعود” الرفيق عزيز محمد المناضل الباسل، عمل من أجل الجميع وصار مثالاً بارزاً في “مسيرة ونضال شعبنا بعربه وكرده وجميع مكوناته”.

ولد الرفيق الفقيد في العام 1924 في قرية بأقصى شمال كردستان العراق، وانخرط مبكرا في النضال القومي الكردي والوطني العراقي. استدعي للعمل في تنظيم الحزب ببغداد، حيث كانت الحملة البوليسية ضد الحزب تتصاعد، وحيث اعتقل هو نفسه بعد سنة من ذلك وحُكم عليه بالسجن 15 عاما في سجن “نكرة السلمان”. ولم يطلق سراحه إلا بعد ثورة 14 تموز 1958 وإعلان الجمهورية العراقية. في سنة 1964 انتخبته اللجنة المركزية للحزب سكرتيراً لها، وأُعيد انتخابه في مؤتمرات الحزب الثلاثة التالية: الثاني (1970) والثالث (1976) والرابع (1985). وفي مؤتمر الحزب الخامس (1993) اختار عدم الترشُّح لعضوية قيادة الحزب. لكنه بقي حتى النهاية لصيقا بالحزب، مشاركا في جهده وكفاحه وعطائه.

ربط الرفيق أبو سعود حياته كلها، منذ فتوته المبكرة حتى آخر نفس، بالنضال في صفوف الحزب الشيوعي العراقي من أجل قضية الجماهير الشعبية الكادحة، من أجل حرية الوطن وسعادة الشعب.

غادرنا الرفيق “ابو سعود” في 31 أيار 2017، وستبقى ذكراه حية في قلوب الشيوعيين وسائر الوطنيين والديمقراطيين وعامة الناس الطيبين في العراق.