اخر الاخبار

احتضن “مسرح الرشيد” وسط بغداد، مساء الخميس الماضي، احتفالا مركزيا في مناسبة الذكرى المئة لميلاد رائدة الشعر الحر نازك الملائكة، أقيم برعاية رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وبمشاركة أدباء عراقيين وعرب.

واستُهل حفل الافتتاح الذي حضره رئيس الوزراء وجمع غفير من المثقفين والأدباء والفنانين والإعلاميين، بعرض فيلم وثائقي عن حياة الشاعرة الرائدة (1923 – 2007). بعدها قرأت الفنانة د. شذى سالم مختارات من نصوص الراحلة.

وفي كلمته خلال الحفل أعلن رئيس الوزراء عن تكليف أحد النحاتين بإنجاز تمثال للشاعرة نازك الملائكة في العاصمة بغداد. فيما وجّه بإصدار طابع بريدي يحمل صورتها.

وأعلن السوداني في الكلمة عن قرب إطلاق مبادرة لدعم السينما والدراما والمسرح، وطباعة الكتب، وأدب الطفل، والموسيقى ومختلف النشاطات الأدبية والفنية.

وكانت للاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، كلمة ألقاها أمينه العام الشاعر عمر السراي، قال فيها: “ بعد مائة عام على ولادتها (نازك الملائكة)، نقفُ وقفةَ وفاء لها، وهي تضعُ ابتسامتَها ملاذاً ضدَّ الأفول، وبلسماً للجراح، وهذه هي عادةُ الأممِ الحيّة، أن تقدّر رموزَها لتستمدَ الطاقةَ نحو المُضيِّ قُدماً للمجد”.

ولفت السراي في الكلمة إلى أن الاتحاد تلقى أخيرا كتابا من مكتب رئيس الوزراء، يطلب فيه خطته في ما يخص المهرجانات في كل مدن الوطن، لتبادر الحكومة إلى دعمها.

وقال مخاطبا الأدباء: “إنها المرةُ الأولى التي نشعرُ فيها بهذا الاهتمام” شاكرا رئيس الوزراء على موقفه هذا.

وقال المستشار الثقافي لرئاسة الوزراء د. عارف الساعدي، في كلمته بالمناسبة: “نحتفي اليوم ونحتفل ونراجع ونفحص منجز الراحلة الكبيرة نازك الملائكة، وهذا يحدث كما اظن للمرة الاولى ان تحتفي الدولة العراقية من اعلى هرم في السلطة حتى طلاب الصف الاول الابتدائي بشخصية عراقية مؤثرة في المجتمع كنازك الملائكة”.

بعد ذلك، قدمت “فرقة سومريات” بقيادة المايسترو علاء مجيد، حفلا موسيقيا. ثم انطلقت قراءات شعرية ساهم فيها كل من الشعراء كاظم الحجاج، البحريني علوي الهاشمي، عامر عاصي، الأردني أكرم الزغبي، الإماراتي محمد البريكي، السعودي محمد إبراهيم يعقوب وفائدة آل ياسين.

وفي اليوم التالي، الخميس، قدمت أيضا قراءات شعرية ساهم فيها الشعراء: اللبناني شوقي بزيع، السعودي هاشم الجحدلي، التونسي آدم فتحي، المغربي مخلص الصغير، فضلا عن العراقيين حميد قاسم وأجود مجبل ود. هناء أحمد وأحمد عبد الحسين وأحمد جار الله ياسين.

وشهد الاحتفال، خلال يوميه، جلسات نقدية حول تجربة نازك الملائكة الشعرية وأثرها في الشعر العربي، إلى جانب تجربتها النقدية.

واختتم الاحتفال بحفل موسيقي قدمته “أوركسترا السلام” للعود.

هذا وكانت مجموعة من الكتب قد صدرت بالتزامن مع مئوية الشاعرة الملائكة، منها كتاب جماعي بعنوان “نازك في حنجرة الأدب” صدر عن منشورات اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين، وكتاب “نازك الملائكة بين واقع التجديد وحركة الحداثة” لماجد صالح السامرائي، والطبعة الثانية من كتاب “نازك الملائكة بين الكتابية وتأنيث القصيدة” لعبد العظيم رهيف السلطاني.

كما صدرت عن دار الشؤون الثقافية العامة الأعمال الشعرية الكاملة للملائكة في مجلدين.