اخر الاخبار

ضيّف منتدى “بيتنا الثقافي” في بغداد، السبت الماضي، أستاذ علم الاجتماع السياسي في الجامعة المستنصرية د. عبد الجبار عيسى عبد العال، الذي قدم محاضرة بعنوان “التنمية المستدامة والحكم الرشيد”.

المحاضرة التي احتضنتها قاعة المنتدى في ساحة الأندلس، استمع إليها جمع من المثقفين والمهتمين في الشأن السياسي. فيما أدارها الرفيق حسين النجار، عضو المكتب السياسي للحز ب الشيوعي العراقي، واستهلها بتقديم نبذة عن سيرتي الضيف الذاتية والأكاديمية.

د. عبد العال، وفي معرض محاضرته، تحدث عن التنمية كمفهوم متداول بشكل عام، وعن أسباب فشلها (التنمية)، نظرا لتركيزها على الجوانب الاقتصادية كالصناعة والزراعة والتجارة دون التطرق إلى علاقتها بالقضايا الاجتماعية وبالمؤسسات الأخرى في الدولة.

ثم تناول موضوعة “التنمية المستدامة”، مشيرا إلى أن التفكير بدأ يتوجه إلى هذه الموضوعة بعد المشكلات الكبيرة التي واجهت الاقتصاد والقضايا الاجتماعية منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي “لذلك بات من الضروري تأسيس نمط جديد للتنمية متعدد الأوجه، لتوظيف الموارد المتاحة اليوم في دعم الأجيال اللاحقة، بما يصب في صالح التطور البشري”.

وتابع أن “هذا كله يتطلب العمل المشترك بين الدول لاستثمار الموارد. فهناك قضايا توجد اليوم ذات بعد عالمي تحتاج إلى جهود الجميع، كالاحتباس الحراري وتلوث البيئة والإرهاب ومصير الكرة الأرضية”.

وأشار المحاضر إلى أنه “تم تحديد 17 هدفا للتنمية المستدامة، منها القضاء على الفقر والجوع، وتأمين الصحة الجيدة والرفاه للشعوب، وتوفير التعليم الجيد وتحقيق المساواة بين الجنسين وتأمين مياه نظيفة والاهتمام بالنظافة، واستخدام الطاقة النظيفة وتقديمها بأسعار معقولة، وتوفير العمل اللائق، وتنشيط وتشجيع الصناعة وروح الابتكار في الهياكل الأساسية في المجتمع. كذلك الحد من أوجه عدم المساواة بين البشر، وإنشاء المدن والمجمعات المستدامة، والتشديد على الإنتاج والاستهلاك المسؤول والمخطط له بشكل علمي، والسعي إلى جودة المناخ، والحفاظ على التوازن البيئي وتجنب الصيد الجائر، والسعي لخلق أجواء من السلام والعدالة وبناء مؤسسات قوية، وأخيراً عقد الشراكات الدولية والمحلية لتحقيق كل هذه الأهداف لأنها تمس الجميع”.

بعدها تحدث د. عبد العال عن مفهوم “الحكم الرشيد” وعلاقته بالتنمية المستدامة، موضحا أن “هذه التنمية لا تتحقق إلى في ظل حكم رشيد يعمل على تحقيق كل ما يطمح له المواطن، وعلى سيادة القانون بدون سلاح منفلت”.

وتابع قائلا أنه “من الأهمية أن تكون هناك شفافية في الحصول على المعلومة، وأن تكون الدولة صريحة في تعاملها مع الشعب. ومن الضروري أيضا تطبيق مبدأ (من أين لك هذا؟) وتحقيق العدالة بين الجميع، وأن تتوفر الكفاءة في رجال الدولة والقدرة على تأمين الكهرباء والماء والصحة والتعليم والمواصلات وتحقيق مطالب الجماهير، وأن يكونوا (رجال الدولة) ممتلكين بعدا تقنيا ولديهم رؤية استراتيجية للمستقبل”.

وأثارت المحاضرة نقاشات بين المحاضر الضيف والحاضرين.

وفي الختام، قدم عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي الرفيق فاروق فياض، باقة ورد باسم المنتدى إلى د. عبد الجبار عيسى، وشهادة تقدير أيضا باسم المنتدى، قدمها له عضو اللجنة المركزية الرفيق علي مهدي.