اخر الاخبار

ضيّف “مركز البيان” للدراسات والتخطيط في بغداد، صباح السبت الماضي، الكاتب والصحفي والمترجم قيس العجرش، ليستعرض كتابه الجديد الموسوم “وثائق وحقائق الدولة العراقية والمشروع الأمريكي”، في جلسة حضرها جمع من المثقفين والأكاديميين والإعلاميين.

الجلسة التي أدارها الإعلامي يوسف المحسن، ساهم فيها كل من أستاذ العلوم السياسية في “جامعة النهرين” د. نصير الحسيني، والكاتب قيس حسن، اللذين قدما مداخلات عن الكتاب.  الكتاب، وهو صادر عن “مركز البيان” للدراسات والتخطيط، يسلط الضوء على الكيفية التي تتشكل فيها رؤية الإدارة الأمريكية تجاه الوضع في العراق، وذلك من خلال عرضه وثائق أمريكية صادرة قبل خمسة عقود، قام بترجمتها العجرش بعد أن أصبحت متاحة للباحثين، نظرا لانتهاء المدة القانونية لحفظها، ورفع السرية عنها. وفي معرض حديثه، أشار الضيف إلى أن الذي دعاه إلى ترجمة هذه الوثائق وإصدارها في كتاب يكون متاحا للقراء “هو إشكالية إطلاق الآراء والأحكام جزافا من قبل بعض رواد المقاهي وركاب النقل العام ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، الذين يناقشون قضايا مصيرية في السياسة والتاريخ والشأن العام، بشكل خاطئ”.

وأضاف قائلا أن “هناك الكثير من الحوارات واللقاءات الصحفية التي تعرض عبر القنوات الفضائية، لا تستند إلى الوثيقة والمعلومة الرصينة”، موضحا أن “هذه الإشكاليات دعتني إلى التوجه لهذه الوثائق المصدرية، ودراستها وترجمتها من أجل الفائدة العامة”.

ولفت العجرش إلى “اننا في عصر الرقمنة صرنا نمتلك حق اليقين، اي ان الوثيقة التي كتبت في السبعينيات مثلا ستكون اليوم متاحة للجميع. لذلك أن مفهومي (التقدير) و(الاعتقاد) باتا مرفوضين”.  وعن الوثائق التي تناولها في كتابه، قال أنها “تثبت بما لا يقبل الشك ان الولايات المتحدة كانت حاضرة وفاعلة ومتدخلة الى حدٍ ما في كل حدث أو تطوّر مَرّ بالعراق في المدة موضوع البحث، وهي الاربعين سنة الماضية”. وتابع قائلا أن “هذه المعطيات خطى على الطريق الذي بالإمكان تتبعه للوصول الى إجابات عن أسئلة كثيرة لم توفَّ حقها في البحث والدراسة، وتتعلق بمآلات الاوضاع في العراق”. يشار إلى أن للعجرش مساهمات كثيرة في تسليط الضوء على وجهة النظر الغربية تجاه العراق. فقد سبق أن ترجم كتابا بعنوان “الانهيار” لمؤلفته إيما سكاي، والذي يتناول مرحلة ما بعد 2003 في العراق. كما ترجم للمؤلفة نفسها كتابا بعنوان “في زمن الوحوش”، وهو يتناول انتفاضات الشرق الاوسط من العراق الى تونس، وترجم أيضا كتابا عنوانه “الأمة التي يمكن الاستغناء عنها”، من تأليف ولي نصر.